للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأربعاء بالجامع، ودفن بمقابر باب الصغير، بالقرب من صفّة الصحابة، وحضره قاضي القضاة وجماعة من العلماء والصلحاء.

وكان بلغ التسعين، وله مجاورة بالجامع مدّة طويلة أكثر من ستين سنة.

وسمع كثيرا بعد الخمسين والستماية على الزين خالد، والخطيب عماد الدين ابن الحرستاني، وابن عبد الدائم، والرضى ابن البرهان، وطبقتهم. وحدّث بشيء يسير.

[مباشرة الشدّ بالشام]

وباشر الشدّ بالشام المحروس الأمير الكبير، سيف الدين، بلبان الجوكندار (١) المنصوريّ، في يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الآخر، عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا على قاعدته في الشدّ وأستاذ الداريّة. وكان متولّي قلعة صفد، وقبل مباشرة الشدّ كان أمير حاجب بالشام (٢).

[[النداء بمزاولة الزراعة]]

وفي بكرة السبت سابع عشر ربيع الآخر نودي بدمشق بتطييب قلوب الناس وأمروا بالزراعة وتتميم الفلاحة وحفظ أماكنهم.

ومع هذا، فكان الناس يتكلّمون في تعدية التتار المخذولين، وأنهم قتلوا في الباب جماعة، وأخبروا بأمور مكروهة.

[[القنوت في الصلوات]]

وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الآخر قنت الخطيب قاضي القضاة بدر الدين في الصلوات الخمس، وتبعه جماعة من الأئمّة (٣).

[[النداء بتطييب قلوب الناس]]

ونودي يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الآخر بتطييب القلوب، وأنّ السلطان والعساكر واصلة.

وكان الناس قد اشتدّ بهم الأمر لكثرة أخبار التتار وقربهم، وأنهم بحلب، ونواحيها، وأنّ نائب حلب تأخّر إلى حماه، وما أشبه ذلك من الأخبار المرجفة.


(١) الجوكندار: لفظ فارسيّ مركّب من «الجوكان» بمعنى العصا المعقوفة، و «دار» بمعنى: حامل. والعصا هي التي كان يلعب بها السلطان ويقذف بها الكرة، وهي عصا البولو التي تشبه لعبة الهوكي.
(٢) خبر الشدّ بالشام في: تاريخ الإسلام ٩٩.
(٣) خبر القنوت في: تاريخ الإسلام ٩٩، وتاريخ سلاطين المماليك ٨٤، والبداية والنهاية ١٤/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>