للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرّجت للشيخ نجم الدين المذكور مشيخة عن ثلاثين شيخا وقرأتها عليه بجامع دمشق، وسمعها جماعة، وأسمع وأجاز قديما. رأيت خطّه في استجازة في سنة إحدى وسبعين وستماية.

[[وكالة بيت المال بدمشق]]

وفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من المحرّم وصل توقيع سلطاني ووكالة شريفة من مولانا السلطان بتولية القاضي جمال الدين (١) ولد المولى شرف الدين ابن القلانسي وكالة بيت المال (٢) المعمور بدمشق وأعمالها، وخلع عليه يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر المذكور، وحضر مجلس الحكم بالجامع يوم الجمعة وعليه الخلعة السلطانية، وسمع الدعوى عن بيت المال عوضا عن/٢٩٦ ب/الشيخ كمال ابن الشريشي، رحمه الله تعالى.

[[وصول الركب الشامي والمحمل السلطاني]]

وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من المحرّم وصل إلى دمشق الركب الشامي، والمحمل السلطاني من الحجاز الشريف، وأمير الحاجّ الأمير علاء الدين ابن معبد، والقاضي قاضي القضاة زين الدين الحاكم بحلب، ومن الحجّاج الشيخ برهان الدين ولد الشيخ تاج الدين الفزاري، الشافعي، والقاضي بدر الدين ابن العطّار، وصلاح الدين ابن قطب الدين ابن شيخ السلامية.

قال عزّ الدين الإربلي: وأخبرنا جماعة من أصحابنا من حجّاج الشام والعراق قالوا: ورد في هذه السنة حاجّ العراق في تجمّل وحشمة، وكان فيه من الأعيان جماعة مشهورون، منهم الشيخ شرف الدين ابن الشيخ عديّ-قدّس الله روحه-، والحاجي يولاواج نائب السلطنة بالعراق، ووصل على يده حلقتان من ذهب مرصّعتان باللؤلؤ والبلخش، كلّ حلقة وزنها ألف مثقال، وفي كلّ حلقة ستّ لؤلؤات فاخرات، وبينها ستّ قطع بلخش فاخر، وأراد أن يعلّقها بباب الكعبة، فمنعه من ذلك أمير الركب المصري، وقال: هذا لا يمكن إلاّ بإذن من مولانا السلطان-خلّد الله ملكه-فقال الحاجّي يولاواج: هذه الحلقتان نذر كان نذره الوزير علي شاه وزير أبي سعيد بن خربندا بأنّه متى ظفر بخواجا رشيد الدولة وقتله أن يعلّق على باب الكعبة حلقتين من ذهب مرصّعات بالجوهر. فقيل: إنّهم أذنوا له في تعليقهما زمنا قليلا، ثم رفعوهما (٣).


(١) في السلوك: «تاج الدين أحمد بن القلانسي».
(٢) خبر بيت المال في: البداية والنهاية ١٤/ ٩٢، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٩٣.
(٣) التذييل على دول الإسلام ٢/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>