للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومولده سنة خمس وعشرين وستماية.

[وفاة شهاب الدين ابن مشرّف الأنصاري]

٩٢٩ - وفي ليلة الثلاثاء سابع ذي الحجّة توفي الشيخ الجليل، المسند، شهاب الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي العزّ بن مشرّف (١) بن بيان الأنصاري، الدمشقي، البزّاز، بمنزله بالقصّاعين بدمشق، ودفن يوم الثلاثاء بسفح قاسيون.

ومولده سنة تسع عشرة وستماية.

وكان شديد الإصغاء إلى التسميع، يسأل عمّا يشكل عليه فهمه، قلّ أن رآه أحد ينعس. تفرّد بالرواية عن ابن صباح ب‍ «الخلعيّات» سوى السابع، فإنه لم يوجد سماعه.

وروى «صحيح البخاري» عن ابن الزبيديّ أكثر من عشر مرّات، واشتهر بروايته، وقصد فيه، وصار مسمّعا بدار الحديث الأشرفية. وله مشيخة عن جماعة سمع منهم، خرّجها له كاتب هذا الكتاب محمد بن محمد بن علي الأنصاري سبط ابن الحبّوبي، حدّث بها مرارا، وله إجازات من أصبهان ودمشق. وممّن تفرّد بالرواية عنه ابن باسويه المقرى، روى عنه أكثر كتاب «الناسخ والمنسوخ» للحازميّ. وسمع من الناصح بن الحنبلي، وابن المقيّر، وابن الكريّم، ومكرم بن أبي الصقر، وأبي نصر/ ١٢٨ ب/ابن الشيرازي. وحدّث بدمشق، وبعلبك، وطرابلس.

[حريق قرب بيت المؤلّف]

وفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى حصل بكرة النهار حريق عظيم منشأه من فرن العوينة بالقرب من المدرسة الظاهرية بدمشق، واحترق ما حوله من المنازل والدور، وخيف على ما في قبالته. وانتقل أهلنا إلى الظاهرية، وأعانهم الجماعة في نقل الأجزاء والكتب والأثاث، وحصل لهم تعب وتشويش، ثم لطف الله تعالى، وسكنت النار بسبب حضور جماعة من كبار الأمراء وتوليتهم ذلك بأنفسهم ومماليكهم وأتباعهم، فخمدت ولم تصل إلى جهتنا، وسلّم الله المنزل والحوايج، وكنت غائبا بالقدس الشريف (٢).


(١) انظر عن (ابن مشرّف) في: ذيل تاريخ الإسلام ٧٥،٧٦ رقم ١٥٩، وذيل العبر ٤٠، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٢٧ رقم ٣٣٩، والأعلام بوفيات الأعلام ٢٩٦، ومرآة الجنان ٤/ ٢٤٣،٢٤٤، والوافي بالوفيات ٤/ ٩٤، وأعيان العصر ٤/ ٥٧٣ رقم ١٦٥٨، ودرّة الحجال ٢/ ٢٩٨، والدرر الكامنة ٤/ ٤٩ رقم ١٤٢، وشذرات الذهب ٦/ ١٦، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك، تأليفنا-١١٤،١١٥، وآثار طرابلس الإسلامية-تأليفنا-١٠٨،١٠٩.
(٢) خبر الحريق في: البداية والنهاية ١٤/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>