للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا الشيخ شمس الدين المذكور فإنّه ولّي (١) مخطوبا مطلوبا مرغوبا فيه، وخرج الناس والأعيان لتوديعه، واستناب في جهاته بدمشق.

[[خبر علاء الدين النعمان بن دولت شاه]]

ووصل أيضا الشيخ علاء الدين، النعمان بن دولت شاه (بن علي) (٢) الخوارزمي فأقام ليلة وتوجّه إلى باب السلطان بالقاهرة، ثم حجّ من هناك، وأقام بالقاهرة مدّة سنة ونصف، ورجع إلى مخدومه الملك أزبك خان.

وهو رجل فاضل، سافر من بلده وعمره إحدى وعشرون سنة، فطاف البلاد واجتمع بالفضلاء، وحصّل المنطق والجدل والطبّ، وعاد إلى بلده سنة إحدى وسبع ماية، واتّصل بملكها تلك دمر، وخدم عنده طبيبا، وصار كبير أطبّاء المارستان بخوارزم، ثم أوصله إلى الملك تختاي بن بركة ملك بلاد دست القبجاق، فحظي عنده. /٢٨٨ ب/فلما مات هذا الملك وولي بعده أزبك خان ارتفعت عنده منزلته، وكان يجالسه ويقضي حوائجه وينعم عليه.

وهذا الملك أزبك خان من أبناء الثلاثين عنده إسلام وعقل، وهو حسن الهيئة والصورة، وسيّر مبلغا مع علاء الدين النعمان المذكور ليعمّر ببعضه خانكاه بالقدس، ويفرّق البعض على المجاورين بالحرمين الشريفين.

ومولد النعمان في نصف رمضان سنة سبع وخمسين وستماية بخوارزم (٣).

[[قدوم نظام الدين القونوي]]

وقدم الشيخ الإمام، الفاضل، نظام الدين، محمد بن ركن الدين محمد بن محمود القونويّ (٤) المولد، والدار، الرازيّ الأصل، المعروف بابن النقيب، من الروم قاصدا الحج، وهو شيخ فاضل.

مولده خامس عشر جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وستماية بقونية، ونشأ بها، وحصّل.

ثم إنّه أقام بأوقات مدرّسا، وله بها ثلاثون سنة، وله معرفة بالأصول والنحو والمنطق والخلاف ومشاركة في الفقه.


(١) خبر ولاية ابن النقيب في: البداية والنهاية ١٤/ ٨٨.
(٢) كلمة مطموسة، والمثبت من: الدرر الكامنة ٤/ ٣٩٥ رقم ١٠٨٢.
(٣) وفي الدرر الكامنة: النعمان بن دولات شاه بن علي الخوارزمي. ولد سنة ٤٧ وكان فاضلا لطيفا، طاف البلاد وفاق في المعقولات، وخدم عند القان أزبك طبيبا وأرسله إلى طقطاي بن بركة صاحب الدشت فحظي عنده وحج سنة ٧١٨ وأقام بمصر مدة ثم رجع إلى بلاده سنة ٧٢١ وأقام بها إلى أن مات في سنة. . .
(٤) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>