للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[دخول السلطان دمشق]]

ودخل السلطان الملك الأشرف إلى دمشق في بكرة الثلاثاء/١٨٩ أ/تاسع عشر شعبان، واحتفل لدخوله كما جرت العادة من البسط وغيره، ودخل بين يديه الأسرى وخليفة الأرمن (١).

[[دخول ابن السلعوس دمشق]]

ودخل قبله بيومين الصاحب شمس الدين ابن السلعوس من طريق بعلبك.

[مهاجمة المماليك جبال الجرديّين]

وورد بعلبكّ في أثناء هذا الشهر الأمير بدر الدين بيدرا بمعظم العساكر المصرية، ومعه أعيان الأمراء شمس الدين سنقر الأشقر، وشمس الدين قراسنقر المنصوري، وبدر الدين بكتوت الأتابكي، وبدر الدين بكتوت العلائي، وغيرهم، وقصد جبل الجرديّين والسكروانيّين، ولقيه من جهة الساحل الأمير بدر الدين طقصو، وعزّ الدين أيبك الحموي، وغيرهما من الأمراء، وتلاقوا إلى الجبل. وقد حضر إلى الأمير بدر الدين بيدرا من كسر حدّته ممّا ثنى عزمه عنهم، فحصل الفتور في أمرهم وتمكّنوا من بعض العسكر في تلك الجبال الوعرة فنالوا منهم، وعاد العسكر شبه المكسور، وحصل للجبلّيين الطمع والقوّة، وخلع على جماعة منهم، وأجيبوا إلى جميع ما سألوا وطلبوا ممّا أسر لهم بدمشق في أرباب جرائم عظيمة فأطلقوا، لهذا حصل لهم من القتال والنهب وبلوغ المقاصد ما لم يكن من مطامعهم، وحصل الكثير من العسكر من الوهن والغبن ما لا يعبّر عنه، وكلّ ذلك لسوء التدبير وكثرة الطمع والإهمال والإصغاء إلى من يغشّ المسلمين (٢).

[تغيّر خاطر السلطان من الأمير بيدرا]

وتوجّه الأمير بدر الدين بيدرا إلى دمشق فتلقّاه السلطان وترجّل له عند السلام، ثم بعد ذلك عنّفه على ما حصل من التفريط، فحمل على خاطره ومرض مرضة قويّة، وزاره السلطان، ثم عوفي وتصدّق السلطان عنه بجملة وتصدّق هو أيضا عن نفسه بألفي دينار، وترك كثيرا ممّا كان بيده من مال الأمانات، وأطلق السلطان كثيرا ممّن كان في السجون، وعمل لأجل عافيته ختمة بجامع دمشق في ليلة الخميس ثالث عشر رمضان حضرها القرّاء والفقهاء والأمراء (٣).


(١) خبر دخول السلطان في: زبدة الفكرة ٢٩٠.
(٢) خبر مهاجمة المماليك في: ذيل مرآة الزمان ٤/ورقة ٣١، وتاريخ سلاطين المماليك ٢٠، وزبدة الفكرة ٢٩٠، والدرّة الزكية ٣٣٨، ونهاية الأرب ٣١/ ٢٤٠، وتاريخ حوادث الزمان ١/ ١١٠،١١١، وتاريخ الإسلام (٦٩١ هـ‍.) ص ١٤، وعقد الجمان (٣) ١٢٧ - ١٢٩.
(٣) خبر تغيّر الخاطر في المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>