للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة تسع وعشرين وسبعماية

[جمادى الأولى]

[[وفاة برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري]]

[في سحر يوم الجمعة السابع من جمادى الأولى توفي الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد العلاّمة، برهان الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن الشيخ الإمام العلاّمة تاج الدين أبي محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري البدري الشافعي، المعروف والده بالفركاح. . .].

قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخه عنه، وله اختصاص بمعرفة الفرائض، وله فيها تصنيف، وله تعليقة كبيرة على كتاب «التنبيه» في عدّة مجلّدات، وله مصنّفات صغار وأشياء مفيدة، وله مشاركة في معرفة الأصول والنحو، وله مصنّف في المنطق، وغير ذلك.

قال: وطلبت من الشيخ كمال الدين بن الزملكاني أن يكتب لي ترجمته فكتب:

هو إمام فاضل، وفقيه عالم، كثير الديانة، غزير الفضائل، متقشّف، متزهّد، متورّع، متواضع، حسن الصمت، لطيف الكلام، متصدّ للنفع والإفادة وشغل الطلبة وإفتاء المستفتين، وإرشاد الطالبين، تقدّم في معرفة مذهب الشافعيّ ونقله، وأفتى ودرّس في شبيبته، وعرضت عليه المناصب فأباها، وترك الخطابة بجامع دمشق بعد أن وليها وامتنع منها، وروجع في ذلك فلم يقبل، وتصدّر ليلا ونهارا للإقراء والإفتاء، والجمع والإفادة، ملازما الخير وحسن الطريقة، متقلّلا من الدنيا متحرّزا في فتواه، لا يفتي إلاّ فيما تحقّق نقله، وإذا أفتى احترز وقيّد ألفاظه، ولو بالقيود العامّة، لئلاّ يكون عليه مطعن أو مأخذ. وكان بيده تدريس المدرسة البادرائية، وليها بعد والده، واستقرّ بها، واقتصر على شرح واقفها، وإذا فرغ من تدريسه بها تصدّر في الجامع للإقراء والتعليم والفتوى، وإذا رجع إلى منزله عاوده الشغل والمذاكرة، ولم يزل هذا دأبه.

انتهى كلام الشيخ كمال الدين فيه، رحمهما الله تعالى (١).


(١) نهاية الأرب ٣٣/ ٢٩٣،٢٩٤، وانظر: ذيل تاريخ الإسلام ٢٧٠،٢٧١ رقم ٨٢٧ وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>