للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البسطامي (١)، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون بزاوية الشيخ سعد الدين بن حمّويه.

وكان شيخا كبيرا. بلغني أنه عاش ستا وتسعين سنة.

وكان صالحا مباركا، وصحب المشايخ، وكان من مريدي الشيخ سعد الدين المذكور، وله طرق في خرقة التصوّف، وكان ينسخ، وكتب عدّة مصاحف، وكان سليم الصدر، خيّرا، وكان شديد العجمة في كلامه مع طول مقامه في الشام، وضعف في آخر عمره وانقطع مدّة سنين. وكان أحد الصوفية بالخانكاه الأسدية. وكان التتار في سنة قازان أسروا له ولدا صغيرا وبقي مدّة، ثم إنّ الله منّ عليه برجوعه وخلاصه ففرح به، وبقي يخدمه ويقوم بمصالحه إلى أن مات.

[[وفاة الأمين جمال الدين ابن مري الأنصاري]]

٨٢٢ - وفي بكرة يوم الإثنين السادس عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ الأمين، جمال الدين، أبو إسحاق، إبراهيم ابن الفقيه العدل عزّ الدين علي ابن الشيخ الإمام الفاضل نصير (٢) الدين محمد بن غالب بن محمد بن مرّي بن عبد الله الأنصاري، الدمشقي، التاجر، وصلّي عليه عقيب الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

ومولده في سنة خمس وثلاثين وستماية تقريبا بدمشق.

وكان رجلا جيّدا فيه خير وديانة. سمع من الشيخ علم الدين السخاوي «جزء سفيان بن عيينة»، و «حديث إسماعيل الصفّار»، و «نسخة فليح بن سليمان»، و «أمالي ابن عبد كويه الثلاثة» (٣)، و «حديث السلفي» عن خالد التاجر، وغيره، و «مجلس ابن أبي حاتم القزويني»، وتفرّد بروايتها عنه، وكانت له منه إجازة. /٣٢٠ ب/وسمع أيضا من المحدّث شمس الدين النشبي. ومات أبوه شابا وهو صغير فربّاه جدّه وكان تاجرا بجيرون وعليه وقف.

[وفاة شهاب الدين الحراني المعروف بابن الحمّامية]

٨٢٣ - وفي بكرة الخميس السادس والعشرين من ذي الحجّة توفي شهاب الدين، أحمد بن رسلان (٤) بن عبد العزيز الحرّاني، المعروف بابن الحمّامية بسفح قاسيون، وصلّي عليه الظهر بالجامع المظفّري ودفن هناك.

وكان رجلا حسنا، ولّي ولاية القدس مدّة، وكان قبل ذلك أستاذ دار الملك


(١) لم أجد له ترجمة.
(٢) انظر عن (ابن نصير الدين) في: ذيل تاريخ الإسلام ١٦٤ رقم ٥٢٣، والدرر الكامنة ١/ ٤٨ رقم ١٢٣، ومعجم شيوخ الذهبي ١١٥،١١٦ رقم ١٤٥.
(٣) الصواب: «الثلاث».
(٤) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>