للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدل، الأمين، بقية المشايخ، جمال الدين، أبو محمد، سلمان (١) بن أبي الحسن بن علي العرضيّ الأصل، الدمشقي، الشاغوري، المعروف بالدولعيّ (٢)، نسبة إلى خطيب دمشق كان يخدمه. وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع، ودفن بالجبل.

روى لنا عن شيخه الخطيب الدّولعيّ.

وجاوز التسعين.

[وصول جماعة من الفقراء مع أعجميّ من العراق]

ووصل إلى دمشق يوم الخميس تاسع جمادى الأولى رجل عجميّ من العراق اسمه براق، ومعه جماعة من الفقراء نحو الماية، وفي رؤوسهم قرون لبابيد، ومعهم أجراص (٣) وكعاب، يحفون اللحى، ويوفّرون الشوارب. ونزلوا بالمنيبع ظاهر دمشق، وخرج الناس للتفرّج عليهم، وصلّوا الجمعة برواق الحنابلة في الجامع، ثم توجّهوا إلى القدس وقصدوا دخول مصر فلم يؤذن لهم، فعادوا إلى دمشق، وأقاموا شهر رمضان، وسافروا بعد العيد.

ولما رجعوا إلى دمشق من القدس تركوا القرون وحلقوا الشوارب واللحى.

وبراق المذكور هو رجل من أبناء الأربعين، روميّ من قرية من قرى دوقات.

وكان أبوه صاحب إمرة وولاية، وكان/١٠٦ أ/عمّه كاتبا مجيدا، معروفا. وسافر هو وخدم الشيخ سرتق القرميّ وتتلمذ له، وهو الذي سمّاه بهذا الاسم، فإنه أكل من قيئه، فقال له: أنت برقي.

وبرق بالقفجاقيّة: الكلب. ظهر أمره من نحو عشر سنين، ومات شيخه من نحو خمس عشرة سنة. ودخل على غازان ملك التتار وحصل له منه كرامة، فإنّه سلّط عليه نمرا ليؤذيه، فصاح فيه فانهزم النمر، فصار له عنده بذلك مكانة. وأعطاه مرّة ثلاثين ألفا ففرّقها في يوم واحد.

وممّا يثنى عليه به أنه هو وجماعته يلازمون الصلاة، ومن فاتته صلاة في وقتها ضرب أربعين سوطا. ولهم ذكر بين العشاءين. وكرمه زائد. وأما ما يفعله من حلق اللحية ولبس القبع الذي هو على خلاف العادة فهو يجيب عن ذلك يقول: إنما قصدت أنه لا تبقى لي حرمة عند الناس فأنا مسخرة الفقراء وما شاكل ذلك. وأنكر عليه غير مرة في بلاد متعدّدة، فتارة يحتجّ بالقلندرية ويهوّن هذا الأمر ويقول: الظاهر لا اعتبار به، إنما المقصود إصلاح الباطن.


(١) انظر عن (سلمان) في: معجم شيوخ الذهبي ٢١٣ رقم ٢٩٣، والدارس ١/ ٤١٩.
(٢) في المعجم: «الدلوعي»، وهو غلط.
(٣) هكذا في الأصل. والصواب: «أجراس».

<<  <  ج: ص:  >  >>