للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة المعلّم إبراهيم بن غنائم]

٨٠٢ - وفي يوم الثلاثاء المذكور توفي المعلّم إبراهيم بن غنائم بن وافد المهندس (١)، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

وكان رجلا مباركا.

وهو والد المحدّث العدل، شمس الدين ابن المهندس.

[فتنة عسّاف صاحب النصراني]

وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من رجب دخل الشيخ زين الدين الفارقي، والشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة ومعه جمع كبير من المسلمين إلى نائب السلطنة الأمير عزّ الدين الحموي وكلّماه في أمر النصرانيّ الذي سبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسويداء (؟) فأجابهما إلى إحضاره، وخرج الناس فرأوا عسّاف بن أحمد بن حجّي، وهو الذي أجار النصراني وحماه وناضل عنه، فكلّموه في أمره، وكان معهم رجل من العرب، فقال للناس: إنه خير منكم-يعني النصراني-فضربوه بالحجارة، وهرب عسّاف من العوامّ، فلما بلغ ذلك نائب السلطنة غضب وأمر بإحضار الشيخين، فأحضرا، فأخرق بهما وأمر بضربهما، فضربا وحبسا في المدرسة العذراوية، ثم ضرب جماعة من العامّة، واعتقل منهم ستة نفر، ثم جمع والي البلد الناس وضرب جماعة وعلّق جماعة، ثم سعى نائب السلطنة في إثبات العداء بين النصراني وبين من شهد عليه ليخلّصه بذلك. فلما بلغ النصرانيّ ما جرى بسببه خاف وأسلم، ثم عقد نائب السلطنة عنده مجلسا، وأحضر/٢١٤ ب/القاضي الشافعي وجماعة من الشافعية، واستفتاهم في حقن دمه بعد الإسلام، فقال له: «مذهبنا أنّ الإسلام يحقن دمه». وطلب الشيخ زين الدين الفارقي من الاعتقال، فوافقهم وأطلق. ثم أحضر الشيخ تقيّ الدين، فطيّب خاطره وأطلقه. ثم أحضر النصرانيّ إلى دمشق واعتقل أياما. واجتهد الأمير شمس الدين الأعسر في تخليصه لأجل عسّاف، فأطلق، وشقّت هذه الواقعة على المسلمين وقبّحوا فعل نائب السلطنة وإصراره على ما فعل (٢).

[سنجق الحجّاج]

وفي يوم الجمعة التاسع والعشرين من رجب أحضر سنجق الحجّاج إلى جامع دمشق.


(١) لم أجد للمهندس ترجمة.
(٢) خبر الفتنة في: ذيل مرآة الزمان ٤/ورقة ٩٦ - ٩٩، وتاريخ حوادث الزمان ١/ ٢٠٢ - ٢٠٥، وتاريخ الإسلام (٦٩٣ هـ‍.) ص ٣٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٣٣٥،٣٣٦، وعيون التواريخ ٢٣/ ١٥٦،١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>