للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجهّز الناس من دمشق وأكروا المحارة بثلاثماية، واجتمع خلق كثير للهرب (١).

[[النداء بإبطال الجباية]]

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من ربيع الآخر نودي بدمشق بإبطال الجباية. /٣٨ ب/وأقيم ديوان المستخرج وبطل أمرهم. وكان قد جبي من أكثر الناس، ولكن بقي بواقي على جماعة تأخّروا، ومنهم من اختفى، ومنهم من رشي، ومنهم من حمل البعض وبقي البعض، فاستبشر كثير من الناس بذلك (٢).

[[رجوع السلطان إلى مصر]]

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من الشهر تحدّث الناس برحيل السلطان والعساكر من المنزلة التي كانوا مقيمين بها بالساحل راجعين إلى الديار المصرية (٣).

[[عودة المطر والأوحال]]

وعاد المطر في هذا اليوم وليلته. وقد كان الخطيب دعا في خطبة الجمعة الماضية الثالث والعشرين من ربيع الآخر وطلب الصحو، وذكر ما نال الطرق من الوحل والمياه (٤).

[[هرب طائفة كثيرة إلى مصر]]

وكان الأمير سيف الدين بتخاص المنصوري توجّه إلى السلطان ليخبره بقرب العدوّ، ويسأل حضور الجيش، فقد آن ذلك، فرجع آخر يوم من ربيع الآخر إلى دمشق، ولم يظهر لوصوله ثمرة ولا طمأنينة، فتشوّشت الخواطر، وأيقن الناس بالهرب على أيّ حالة كانت.

وكان بكرة النهار قد توجّه قفل كبير إلى القاهرة، وتبعهم خلق كثير من الناس في الوحل والمطر والبرد والشدّة، وفيهم الأطفال والصغار على الدّوابّ الضعيفة، واكتريت المحارة بأكثر من خمس ماية (٥).


(١) خبر النداء في المصادر السابقة.
(٢) خبر النداء بالجباية في: تاريخ الإسلام ١٠٠، والبداية والنهاية ١٤/ ١٥.
(٣) خبر رجوع السلطان في: العبر ٥/ ٤٠٨،٤٠٩، وتاريخ الإسلام ١٠٠، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٤٥، ومرآة الجنان ٤/ ٢٣٤، والبداية والنهاية ١٤/ ١٥، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٩٠٨، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٣١.
(٤) خبر المطر في المصادر السابقة.
(٥) خبر الهرب في: المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>