للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهاب الدين، أحمد بن حسين بن عبد الرحمن القوصي (١)، الشافعيّ، ودفن بمقابر الصوفية.

وكان فقيها، فاضلا، خيّرا، اشتغل وحصّل وتنبّه، وسمع الحديث، وكان مشكور السيرة.

[[وفاة الفقيه برهان الدين إبراهيم المصري]]

٤٣١ - وفي يوم السبت منتصف شهر رمضان توفي الفقيه الفاضل، برهان الدين، إبراهيم بن محمد المصري (٢)، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان شابّا لم يكمل الثلاثين، وذكر أنه حفظ «الوسيط» وأنه عرض نحو النصف منه، وحفظ في آخر عمره/٢٣٦ أ/ «الأربعين» للرازي، وكان كثير التكرار، ملازما للنسخ والاستنساخ، وأقام بالمدرسة الظاهرية بدمشق مدّة.

[[قدوم قرا سنقر المنصوري مع زوجته إلى بغداد]]

وفي أول رمضان قدم إلى بغداد قرا سنقر المنصوري ومعه زوجته الخاتون بنت أبغا ملك التتار، فأقام ببغداد ثلاثة أشهر ونصف إلى أواخر السنة، وانصرف إلى خدمة خربندا، وكانت عزيمته أن يغار (٣) على أطراف البلاد، فلم يؤذن له في ذلك ووثب عليه رجل من الفداوية في ذي القعدة، فلم يصل إليه، وقتل الفداويّ (٤).

[[نزوح حميضة من مكة وهربه إلى العراق]]

ولما بلغ الأمير حميضة بن أبي نميّ وصول العسكر مع أخيه وأنهم قاربوا مكة نزح قبل وصولهم بستة أيام وأخذ المال النقد والبزّ وهو ماية حمل، وأحرق الباقي في الحصن الذي له بالحديد، وبين مكة وبينه ثلاثة أيام، وقطّع ألفي نخلة. وكان مرض قبل ذلك في شعبان وتغيّر سمعه، وحضر إلى البيت الحرام وتاب، وذكر عنه أنه ما يتعرّض لأذى المجاورين ولكن للتجّار وغيرهم.

وكان وصول العسكر إلى مكة يوم السبت منتصف رمضان وأقاموا بها ثلاثة عشر يوما، ثم توجّهوا إلى الخليف، وهو حصن بينه وبين مكة ستة أيام، والتجأ حميضة إلى صاحبه وصاهره لعلّه يحتمي به، فواقع العسكر حميضة وصاحب الحصن


(١) انظر عن (القوصي) في: السلوك ج ٢ ق ١/ ١٥٧ وفيه: الأرمنتي المعروف بابن الأسعد، ومسالك الأبصار ١٩/ ٣٢٠.
(٢) لم أجد له ترجمة.
(٣) الصواب: «يغير».
(٤) خبر قراسنقر في: البداية والنهاية ١٤/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>