للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان حسن الشكل، فيه خير وأخلاق حسنة وسكون ووقار، ويحفظ القرآن ويتلوه بصوت حسن. وأنشأ مكتبا للصبيان قبالة القلعة، ووقف عليهم وقفا، وكان يفرّق عليهم الجامكيّة في آخر الشهر، ويستعلم ما ازدادوه من المحفوظ ويمتحنهم ويسرّ بحفظهم وتلاوتهم. وكان ولّي الخزندارية بالديار المصرية، وولي على المماليك السلطانية مكان الطواشي فاخر، وكان خبزه بطبلخاناه.

[[وفاة الأمير بدر الدين ابن الوزيري]]

٤٩٢ - وفي يوم الأربعاء السادس عشر من شعبان توفي الأمير الكبير، بدر الدين، محمد بن الوزيري (١)، وكانت وفاته بدار الجاولي ظاهر دمشق، ودفن من يومه بعد العصر برأس ميدان الحصا فوق خان النجيبيّ.

وكان من أعيان الأمراء، وعنده فضيلة ومعرفة، وتكلّم في الديار المصرية في أمر الأوقاف والقضاة والمدرّسين، وناب بدار العدل عن السلطان مدّة، (وباشره) (٢)، ثم صرف عن ذلك، ونقل إلى دمشق وجعل أميرا بها إلى أن مات.

ولما كان بالديار المصرية كان يندب في المهمّات والكشف على الولاة والعمائر وغير ذلك لما عنده من النهضة والكفاءة وجودة الرأي.

[[وفاة بدر الدين ابن مفرج النابلسي]]

٤٩٣ - وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من شعبان توفي الشيخ بدر الدين، أبو إبراهيم، سعد (٣) بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعد بن بدر ابن مفرّج النابلسي، بظاهر دمشق، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع العقيبة، ودفن بسفح جبل قاسيون.

ومولده في سنة خمس وأربعين وستماية بظاهر دمشق.

وكان رجلا فقيرا ينادي على الكتب.

روى لنا «جزء ابن عرفة» عن شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري.

وهو أخو القاضي جلال الدين يوسف (٤) قاضي بعلبك. وهما ابنا أخي الشيخ الحافظ زين الدين خالد النابلسي، رحمهم الله تعالى.


(١) انظر عن (ابن الوزيري) في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٤٤، والبداية والنهاية ١٤/ ٧٩، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٦٩.
(٢) كتبت على هامش المخطوط. وفي نسخة ليدن ٢/ ٣٤ «وناب بدار العدل عن السلطان مدّة وكان حاجب الميسرة وأمير ماية ومقدّم ألف من أعيان أكابر الأمراء، رحمه الله، وخلّف تركة عظيمة، ثم صرف. . .».
(٣) لم أجد له ترجمة.
(٤) هو يوسف بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعد بن الحسن بن مفرّج بن بكار النابلسي،

<<  <  ج: ص:  >  >>