للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم الدين العزازي (١)، ولم يجتمع في جنازة ما اجتمع له من العالم، وصلّي عليه ضحوة يوم الأربعاء بجامع دمشق، ودفن بتربته بمقبرة الباب الصغير.

وكان رجلا جيّدا، صالحا، مباركا، كثير الأمانة، وافر المروءة، مواظبا على التلاوة والبرّ والصدقة وفعل/٢٦٢ ب/المعروف، مشكور السيرة، أجمع الناس يوم موته على الثناء عليه ووصفه بكل جميل.

روى لنا عن ابن أبي اليسر، وأيوب الحمّامي.

وممّا اشتهر من أمانته ردّه لوديعة الأمير عزّ الدين الجناحي نائب غزّة، وكان أودعه إيّاها، ومقدارها ستّون ألف دينار من عين وجوهر وغير ذلك.

ومات المذكور في التجريد بحلب، ولم يكن اطّلع على الوديعة أحد، فاجتمع فخر الدين بولاة الأمر وعرّفهم بالوديعة ديانة وأمانة، وبراءة لذمّته، جزاه الله خيرا.

[جمادى الأولى]

[إعادة الأمير منصور بن جمّاز إلى المدينة المنوّرة]

وصلت الأخبار في جمادى الأولى أنّ الأمير منصور بن جمّاز أعيد إلى المدينة الشريفة النبويّة، حضر معه أمير من الديار المصرية إليها وقرّره فيها على عادته، وقد كان في آخر السنة الخارجة بعد الحج أخذه من المدينة الأمير سيف الدين أرغون نائب السلطنة إلى الديار المصرية، وقرّر عوضه ابن أخيه فبقي في القاهرة مدّة يسيرة، ثم أنعم عليه السلطان ورضي عنه وأعاده (٢).

[[التشويش في المدينة]]

وبلغنا أيضا أنّ بعد استقراره في المدينة أغار عليه أولاد أخيه وألجأوه إلى جبل، وحصل بالمدينة تشويش، ثم سلّمه الله تعالى واستقرّ أمره.

[[جلوس ابن خربندا على تخت الملك]]

وفي مستهلّ هذا الشهر جلس أبو سعيد ابن خربندا على تخت الملك وذلك بالمدينة السلطانية وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة.

[[خروج السلطان إلى الكرك والشوبك وعودته]]

وفي يوم الخميس الرابع من جمادى الأولى خرج السلطان-أعزّ الله أنصاره- من القاهرة، ووصل إلى غزّة في ليلة الجمعة الثاني عشر منه، وتوجّه من دمشق نائب


(١) انظر عن (العزازي) في: البداية والنهاية ١٤/ ٨٤.
(٢) خبر ابن جمّاز في: السلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>