للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان رجلا صالحا، جاور مدّة طويلة بالمدينة الشريفة، وعنده فضل وتواضع، وكان مقصودا بالزيارة، معروفا بالعبادة والانقطاع. وكان مبتلى بالبواسير، وله نظم وكلام حسن.

زرته غير مرّة (في بيته) (١) برباط دكانه، وكتب إليّ بوفاته أبو محمد عبد الله بن الغرابيلي، الواسطيّ.

[وفاة ابن المؤلّف]

١٦٧ - وفي ليلة السبت وقت التسبيح توفي ابني أبو الفضل، محمد بن القاسم ابن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي، بمنزلنا بالقرب من الظاهرية بدمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الشرقي إلى جنب قبر والدي، /ليدن ١/ ٢٦١/وحضره جمع كثير.

ومولده ليلة العشرين من المحرّم سنة خمس (٢) وتسعين وستماية. عاش ثماني عشرة سنة وأياما.

ختم القرآن العظيم في السنة الثامنة، وصلّى به التراويح سنتين، وجوّد قراءته، وقرأه بالروايات السبع، وحفظ «الشاطبية»، و «الرائيّة»، و «كتاب التنبيه» في الفقه، و «الجرجانية»، و «مختصر النواوي» في علوم الحديث. ولازم زكيّ الدين زكري مدّة سنين، وقرأ عليه في الفقه ولازم كمال الدين بن قاضي شهبة مدّة، وقرأ عليه في النحو، وجوّد الخط مدّة على الشهاب غازي، ثم بعده على النجم الكاتب، وجاد خطّه، ونسخ «تفسير البغوي»، إلى قوله تعالى في آل عمران {فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ} (٣)، و «علوم الحديث» للنواوي. وسمع على خلق كثير عدّتهم تسع ماية شيخ/ ليدن ١/ ٢٦٢/وسبعة من الرجال والنساء. وزار بيت المقدس الشريف، وحجّ معي إلى بيت الله الحرام سنة عشر (٤) وسبع ماية، فقضى فريضة الحج، وسمّع بالحرمين الشريفين، وتزوّج بعد ذلك وترك حملا انفصل ليلة الإثنين الخامس والعشرين من جمادى الأولى، وسمّي أحمد، (واستخرت له) (٥) الشيوخ العوالي بدمشق، وعاش خمسين يوما، ومات بكرة الخامس عشر من رجب من السنة، ودفن إلى جانب والدهما رحمهما الله تعالى.


(١) عن هامش نسخة ليدن.
(٢) في نسخة ليدن: «خمسة».
(٣) آل عمران، الآية ٣٧.
(٤) كتب: «سنة ستة عشر» وشطب على «ستة».
(٥) ما بين القوسين من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>