للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[وفاة أبي الطاهر ابن أبي المكارم المرداوي]]

٩٠٥ - وفي ليلة الثلاثاء سابع ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، أبو الطاهر/ ٣٤٠ ب/ابن يوسف بن أبي الطاهر بن محمد بن أحمد بن أبي المكارم المرداوي (١) بالقدس الشريف، ودفن بمقبرة الساهرة.

وكان رجلا جيّدا من أهل القرآن، وخرج من قريته إلى حضور غزوة أرسوف في سنة ثلاث وستين وستماية، ورجع من الغزاة، وسكن الصالحية ظاهر دمشق، وأقام بالمدرسة الضيائية خمسا وعشرين سنة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من جماعة، وكان مختصّا بالشيخ شمس الدين ابن الكمال، وكان يمشي مع ولده يسمعه الحديث على الشيوخ، وأجاز له من بغداد الشيخ يحيى الصرصري وجماعة، ثم عاد إلى قريته، وأقام بالقدس في أواخر عمره، ورتّب إماما للحنابلة بالمسجد الأقصى.

ومولده في سنة ثمان وأربعين وستماية تقريبا. ومن الشيوخ الذين سمع منهم بدمشق البدر عمر الكرماني، وابن أبي اليسر، وابن النابلسي، وابن هامل.

[وفاة قاضي القضاة ابن مجلّي الدنيسري]

٩٠٦ - وفي يوم الجمعة آخر جمعة من ذي القعدة توفي قاضي القضاة، شمس الدين، أبو الفضل، عبد الله ابن قاضي القضاة مهذّب الدين أبي المعالي محمد بن سليمان بن مجلّي الدنيسري (٢)، ثم المارديني. بماردين، ولّي قضاء ماردين عقيب موت والده في ربيع الأول سنة ستّ وستين وستماية، فبقي قاضيا خمسة (٣) وخمسين سنة وأشهرا، وبقي أبوه قبله في منصب القضاء خمسة (٤) وثلاثين سنة.

وكان والده من أهل دنيسر، وحجّ القاضي شمس الدين المذكور ثلاث مرات، سنة إحدى وثمانين، وسنة ستّ وسبع ماية، وسنة خمس عشرة وسبعماية، ودخل بغداد مع صاحب ماردين.

وهو شيخ حسن، كريم النفس، له حرمة ومكانة، وعليه سكينة ووقار. سمع من والده، ومن الصاحب شرف الدين إسماعيل بن أبي سعد الآمدي، وابن التيتي، وسمع منه كثيرا، وله نوّاب في البلد المضافة إلى ماردين، مثل دنيسر، ورأس عين، ونصيبين، والهتاخ، وجملين، والصور، وغير ذلك. وكانت له جامكية وجراية كل شهر نحو ألفي درهم، وولّي القضاء بعده ولده القاضي مهذّب الدين محمد. ولما


(١) لم أجد له ترجمة.
(٢) انظر عن (الدنيسري) في: الدرر الكامنة ٢/ ٢٩٠ رقم ٢٢٠٩.
(٣) الصواب: «خمسا».
(٤) الصواب: «خمسا».

<<  <  ج: ص:  >  >>