للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومولده في شوال سنة ثمان وسبعين وستماية بجزيرة الأندلس.

وكان رجلا فاضلا، اشتغل بفنون، وحصّل فضائل، وله نظم ونثر، وفيه أمانة ونهضة وديانة، وشهد له قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وغيره بأهليّة التدريس والإشغال والإفادة، وولّي خطابة جامع جرّاح أشهرا يسيرة، وكان يخطب من إنشائه، وأدركه أجله. ولم يبلغ الأربعين.

أنشدني من نظمه عدّة قصائد، وكتبها لي بخطّه في جزء (١).

[وفاة أمّ إبراهيم خديجة بنت بلبان]

٥٨٤ - وفي ليلة الإثنين منتصف شهر رمضان توفيت أمّ إبراهيم، خديجة (٢) بنت بلبان بن عبد الله، عتيق الشيخ شمس الدين سبط الجوزي، وصلّي عليه ظهر الإثنين، بجامع دمشق، ودفنت بسفح قاسيون بتربة الشيخ شمس الدين المذكور.

وكانت امرأة مباركة، خيّرة، جاوزت السبعين.

سمعت (من) (٣) معتق والدها المذكور في سنة إحدى وخمسين وستماية حضورا.

وهي زوجة ناصر الدين ابن المقدّم أمّ ولده فخر الدين عثمان.

وروت «جزء ابن عرفة» قبل موتها بيومين بجامع دمشق عن معتق والدها، وعن ابن عبد الدائم. سمعه منها جمع كبير، واغتبط الطلبة بالأخذ عنها، فإنّها ماتت فجأة، وفرحنا لها (٤) بالتحّديث في آخر عمرها، رحمها الله تعالى.

[[وفاة صدر الدين ابن طعان المدلجي]]

٥٨٥ - وفي شهر رمضان توفي الشيخ صدر الدين، محمد بن الشيخ نجم الدين عثمان بن عبد الله بن علاّق بن طعّان (٥) المدلجي، بالقاهرة، في اليوم الذي مات فيه علاء الدين ابن عبد الظاهر الموقّع.


(١) وقال الذهبي: أنشدنا الجمال يوسف لنفسه: أنوما ووعد الحادثات وعيد وخطب المنايا ليس عنه محيد وفي كل يوم للخطوب وليلة فجائع تغني جمعنا وتبيد خليليّ قوما واسعداني على البكا ولا تعدلاني فالفراق شديد ولا تحسبا هذا الفراق لإربة ولا ان من تحت التراب نعود عدمت اصطباري مذ عدمت محمدا وهال فؤادي أن جواه صعيد
(٢) لم أجد لها ترجمة.
(٣) تكرّرت في الأصل.
(٤) في الأصل: «وفرحنا لنا»، وهو سهو، والتصحيح من نسخة ليدن ٢/ ١٢٢.
(٥) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>