للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملك القاهر عبد الملك بن الملك المعظّم عيسى بن الملك العادل بدمشق، وحمل إلى الجبل فدفن بتربة والده. وكان يوما مطيرا. وعمل عزاؤه بكرة الأحد بتربة أمّ الصالح بدمشق.

[شعبان]

[[وفاة الشمس محمد بن البدر أحمد المقدسي]]

٨٠٨ - وفي يوم السبت السابع من شعبان توفي الشمس، محمد بن البدر أحمد بن الجمال عبد الله بن عبد الملك بن عثمان بن سعد المقدسي، الصالحيّ، المعروف بابن الفصيح (١)، وجيء بجنازته إلى جامع الصالحية بين الظهر والعصر، ونحن نقرأ في «صحيح البخاري» فصلّينا عليه، وتقدّم في الصلاة قاضي القضاة تقيّ الدين، ودفن عند أهله بالجبل.

ومولده في الخامس والعشرين من رجب سنة ستّ وأربعين وستماية بالصالحية.

سمعنا عليه عن خطيب مردا. وسمع أيضا من محمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وجماعة. وأجازه سبط السلفيّ، وخلق كثير.

وكان فقيرا، ضعيف الحال، وكان له شعر.

[[صيانة الجامع الأموي ليلة النصف من شعبان]]

وقصد أرباب الدولة صيانة الجامع ليلة النصف من شعبان، فحضر الحاجب العلائي إليه قبل العصر وأخرج منه الناس، وغلّقت أبوابه، واستمرّ الحال على ذلك إلى قريب وقت الفجر، وإنّما دخله طائفة قليلة من جهة باب الساعات، وبعضهم من باب التربة الإشرفية، وحصل للناس أذى كثير بذلك، فإنّ الناس يقصدون الجامع في هذه الليلة من بعض البلاد ومن القرى. /١٠٩ ب/فمكثوا ليلتهم في الدروب والظلم في شدّة وضيق ونكد (٢).

[[إغلاق باب النصر]]

وممّا وقع أيضا أنهم أمروا بغلق باب النصر وغيره من أبواب البلد من حين وقت المغرب، وكان خلق كثير ظاهر البلد فحصروا، فبات منهم خلق على باب النصر في البرد.

[[وفاة شمس الدين ابن أبي أسامة الحارثي]]

٨٠٩ - وفي يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان مات شمس الدين،


(١) انظر عن (ابن الفصيح) في: معجم شيوخ الذهبي ٤٥٦ رقم ٦٦٥.
(٢) خبر صيانة الجامع في: البداية والنهاية ١٤/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>