للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[من أخبار السنة]]

[حجّ بعض الأمراء]

وحجّ في هذه السنة الأمير مهنّا بن عيسى، وولده سليمان في نحو من ستة آلاف، ولم يجتمع بأحد من المصريين والشاميّين (١).

وحجّ أخوه محمد بن عيسى في نحو أربعة آلاف. /٢٧٤ ب/وحجّ الأمير سيف الدين قجليس، والأمير شرف الدين حسين بن جندر (٢) الروميّ.

[خروج النصيرية وادّعاء المهديّ]

وفي آخر السنة وصل الخبر إلى دمشق أنه خرج جماعة من النصيريّة عن الطاعة بجبلة، وأقاموا شخصا ادّعوا أنه المهديّ، وقاتلوا المسلمين، واجتمع القضاة والفقهاء بجامع دمشق، وعرض ذلك عليهم، وأفتوا بما ينبغي اعتماده معهم.

وبعد ذلك وقفت على محضر ملخّصه أنه لما كان يوم الجمعة الثاني والعشرين من ذي الحجّة سنة سبع عشرة بعد صلاة الجمعة حضرت النصيريّة الكفرة الفجرة إلى مدينة جبلة، وعدّتهم أكثر من ثلاثة آلاف، يقدمهم شخص يدعى تارة أنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله، وتارة يدّعي أنه عليّ بن أبي طالب فاطر السماوات والأرض، وتارة يدّعي أنّه محمد بن عبد الله، وأنّ البلاد بلاده، والمملكة الإسلامية مملكته، وأنّ المسلمين كفرة، وأنّ دين النصيريّة هو الحقّ، وأنّ السلطان الملك الناصر صاحب البلاد مات من ثمانية أيام، واحتوى المذكور على عقول جماعة من مقدّمي النصيريّة، وعيّن لكلّ إنسان منهم تقدمة ألف، ونيابة قلعة من قلاع المسلمين من المملكة الإسلامية، وفرّق عليهم إقطاعات الأمراء والحلقة.

وافترقت الطائفة المذكورة ثلاث فرق على مدينة جبلة، فرقة ظهرت قبليّ البلد بشرق، فخرج عليهم عسكر المسلمين فكسرهم وقتل منهم جماعة عدّتهم ماية وأربعة وعشرون نفرا، وقتل من المسلمين نفر يسير، وهزمت الفرقة المذكورة، وجرح من المسلمين جمال الدين مقدّم العسكر بجبلة.

وفرقة ثانية ظهرت قبليّ جبلة بقرب على جانب البحر.

وفرقة ثالثة ظهرت شرقيّ جبلة بشمال، وكثروا على المسلمين وكسروهم، وهجموا جبلة، ونهبوا الأموال، وسبوا الأولاد، وهتكوا الحريم، وقتلوا جماعة بجبلة من المسلمين، ورفعوا أصواتهم بقول: لا إله إلاّ عليّ، ولا/٢٧٥ أ/حجاب إلاّ محمد، ولا باب إلاّ سلمان، وبسبّ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

وبقي الشيوخ والصبيان والنساء من المسلمين يضجّون: وا إسلاماه، وا سلطاناه،


(١) خبر الحج في: السلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٨.
(٢) في السلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٧ «حيدر».

<<  <  ج: ص:  >  >>