قاسيون، ودفن من الغد بتربة ابن عبد الملك، بقرب تربة الشيخ موفق الدين.
وكان شيخا صالحا، كثير العبادة، مجتهدا، من أعيان شيوخنا، وحدّث بالكثير، وتخرّج به في قراءة الحديث واستفادوا منه، وكان عمره على حالة واحدة، مواظبا بالمدرسة والعبادة، وقيام الليل وسماع الحديث وإسماعه.
سمع من الكندي، وابن الحرستاني، وداود بن ملاعب، وموسى بن عبد القادر، وأبي الفتوح البكري، والشيخ موفّق الدين المقدسي، وابن البنّ، وابن أبي لقمة، وابن صصرى، وابن صبّاح، وابن الزبيدي، وابن اللتي، والمجد القزويني، وجماعة. وأجاز له جماعة كبيرة، منهم: أبو المظفّر عبد الرحيم بن السمعاني، وأبو روح عبد المعزّ بن محمد الهروي، والقاسم بن الصفّار، والمؤيّد الطوسي، وزينب الشعرية، واشتغل بالعلم وحفظ ودرّس بالمدرسة الضيائيّة مدّة، وكان يحفظ الدرس ويلقيه إلقاء حسنا، وولّي مشيخة الحديث بدار الحديث الأشرفية بالجبل.
ومولده في ليلة الخميس الحادي عشر من ذي الحجة سنة سبع وستماية بقاسيون. رحمه الله تعالى.
[وفي المسند كمال الدين ابن الطبّاخ الفاضلي]
٤٠٩ - وفي يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى توفي الشيخ المسند، كمال الدين، أبو العباس، أحمد بن يوسف بن نصر بن شاذي بن الطبّاخ (١) الفاضلي، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
ومولده سنة عشر وستميّة بمصر.
/١٥٠ ب/وكان رجلا جيّدا سمع بإفادة القاضي الأشرف بدمشق من ابن البنّ، وابن صبّاح، وابن أبي لقمة. وببغداد من الشيخ شهاب الدين السهروردي، والحسن بن الجواليقي، ومحاسن الخزائني، وأبي هريرة بن الوسطاني، والأنجب الحمّامي، وعبد السلام الجواهري، وابن اللتّي، وحدّث.
وسمعنا منه.
وكان محبّا للتسميع، سهلا.
[[عودة السلطان إلى دمشق]]
ووصل السلطان الملك المنصور إلى دمشق من غزاة طرابلس بكرة الإثنين
(١) انظر عن (ابن الطبّاخ) في: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري (مخطوط غوطا) ورقة ٧٥ أ، والإشارة لوفيات الأعيان ٣٧٧، وتاريخ الإسلام (٦٨٨ هـ.) ص ٣٢٢،٣٢٣ رقم ٤٨٤، والوافي بالوفيات ٨/ ٢٩٤ رقم ٣٧١٣، ونثر الجمان ٣/ورقة ٣٤٤، والمنهل الصافي ٢/ ٢٧٩، ٢٨٠ رقم ٣٤٧، والدليل الشافي ١/ ١٠٠ رقم ٣٤٥.