للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل أميرا من أمراء الشام، فمكث قليلا ومات. وكان مشكورا في ولايته من جهة الشهامة والكفاءة والنهضة والخبرة.

[[الغزوة إلى جبال الجرد والكسروان]]

وتوجّه نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم بعسكر دمشق في العشرين من شوال يوم الجمعة، وانضاف إليهم جمع من الفلاّحين ورجّالة القرى، وتوجّهوا بأجمعهم إلى جبال الجرد والكسروان (١) لغزوهم وقتالهم لما كانوا أجرموه من أذى الجيش عقيب الكسرة، وأخذ عددهم وقتل بعضهم والتعرّض لهم، ولما هم عليه من العقائد الفاسدة والضلالات القبيحة، فحصل-بحمد الله تعالى-إذلالهم والانتصار عليهم (٢).

[[وفاة نجم الدين الناصري]]

١٩٤ - ومات نجم الدين، محمد بن الحسام (٣) الناصري في آخر شوال.

وكان جنديّا وعنده فضيلة، وله شعر ومعرفة، وكان حسن المحاضرة، ملازما لأولاد الملك الناصر داود من (٤) أتباعهم وغلمانهم.

وذكر لي أنه سمع من ابن اللتّي، ولم أجد اسمه في الطباق.

[[وفاة الأمير ناصر الدين المنصوري]]

١٩٥ - وفي شوال مات الأمير ناصر الدين محمد (٥) بن الأمير الكبير سيف الدين بتخاص (٦) المنصوري، العادليّ.

وكان قدم الشام في خدمة الأمير سيف الدين سلار، ثم رجع معه فتشوّش ووصل إلى القاهرة مريضا، واستمرّ نحوا من عشرة أيام، ومات، ودفن بتربته بالقرافة.

وكان شابا حسنا، فصيح العبارة، كثير الحياء، حسن الهيئة، محبّا للفضائل.

اشتغل وحصّل، وسمع الحديث.


(١) جبال الجرد والكسروان: في وسط سلسلة جبال لبنان الغربية تشرف على بيروت.
(٢) خبر غزوة الجرد في: ذيل مرآة الزمان ٣/ورقة ٣٣٢، ونهاية الأرب ٣١/ ٤٠٧،٤٠٨، والدرّ الفاخر ٤٠، وتاريخ الإسلام ٩٧، وتاريخ سلاطين المماليك ٨١، والبداية والنهاية ١٤/ ١٢، والسلوك-ق ٣/ ٩٠٢،٩٠٣، وعقد الجمان (٤) ٨١ - ٨٣، والنهج السديد ٣/ ٥٢٩.
(٣) انظر عن (ابن الحسام) في: تاريخ الإسلام ٤٤٠ رقم ٧٠٦.
(٤) في رسالة عفيان ١٩٢ «ومن».
(٥) لم يذكره غير البرزالي.
(٦) في رسالة عفيان ١٩٣ رقم ٣٠٠ «تخاص»، والصحيح ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>