للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى أمير آل فضل وأولاده وأتباعه وأمراءه، وعدّتهم اثنان وسبعون أميرا من البلاد الشامية، وساقوا خلفهم إلى عانة والحديثة، وبعد ذلك عادوا إلى بلادهم.

وأمّا بقيّة الجيش فإنهم أقاموا بحلب نحو شهر.

[[وفاة الأمير بكتوت الشمسي]]

٨٧٠ - ومات بحلب الأمير بدر الدين بكتوت الشمسي، وكان مريضا، فأقام بحلب ولم يدخل بلاد سيس بسبب مرضه، واستمرّ مرضه إلى أن مات.

وبعد ذلك/٣٢٩ ب/عاد الجيش إلى دمشق ووصلوا في التاريخ المتقدّم.

وسبب هذه الغزوة أنّ السلطان-نصره الله تعالى-طلب من صاحب سيس البلاد والقلاع التي فتحها المسلمون في أيام الملك المنصور لاجين وهي من نهر جاهان إلى بغراض، وعدّتها ستّ قلاع: آياس، وكواره، وتلّ حمدون، وسروندكار، ونجيمة، والنقيّر، فأجابوا إلى ذلك بشرط أن يدخل إليهم طائفة يسيرة من العسكر، وظهر للسلطان غدرهم فأمر بدخول الجيش، فلما دخلوا وجرى ما تقدّم ذكره علموا أنه لم يكن قصدهم تسليم شيء من ذلك (١).

[عودة الحلبيين إلى بلاد الأرمن مجدّدا]

ولما وصل الجيش في الرجعة إلى نهر جاهان بلغهم هناك موت صاحب سيس، وهو الذي تملّك بعد والده الذي حضر إلى دمشق سنة قزان (٢) وبلاد الأرمن الكبار خمسة: آياس، وسيس، والمصّيصة، وأذنة، وطرسوس.

ومملكة الأرمن صغيرة مسيرة أربعة أيام طولا في أربعة عرضا بالتقريب، وهي قلاع كثيرة أكثر من مايتي قلعة، وحصل في هذه الغزوة من الغنائم جواميس كثيرة وأبقار هذا معظم القيمة.

وبعد ذلك عبرت طائفة من الحلبيّين إلى بلاد الأرمن وكسبوا وغنموا ورجعوا سالمين، ثم طائفة ثانية كذلك، ثم طائفة ثالثة خرجوا سالمين من غير كسب، ثم رابعة، فحصل بينهم وبين الأرمن حرب شديد، وخرج على المسلمين كمين من الإفرنج والأرمن فقتلوا من المسلمين جماعة وأسروا جماعة، منهم: أميران: ألطنبغا العادلي، وأمير من التركمان.


(١) خبر سيس في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٢٧، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٨، وذيل العبر ١١٠، ونثر الجمان ٣/ورقة ١٢٣ ب، والبداية والنهاية ١٤/ ٩٦، والسلوك ج ٢ ق ١/ ٢٠٣، وتاريخ ابن قاضي شهبة ١/ ١٩٠، وعقد الجمان ج ٢٣ ق ٢/ورقة ٢٠٣،٢٠٤، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري ٢/ ١١٤،١١٥.
(٢) قزان-قازان-غازان.

<<  <  ج: ص:  >  >>