للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زين الدين، وابن علاّق، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وغيرهم. ولازم السماع مدّة مع الشيخ جمال الدين المذكور، وسمع معه جملة من أحاديث ابن طبرزد، وعلى جماعة من الشيوخ.

وكان له أثبات وإجازات، وقرأ القراءآت، وتفقّه وشارك في الفضائل، وكان له معروف وبرّ ومال يصرفه في مصارف الخير، وله مقاصد حسنة، وكان متّبعا للكتاب والسّنّة، وافر الديانة، شديد التحرّي في أموره، عليه وقار وجلالة، وكان معظّما في الدولة المنصورية، مكرّما محترما، مشهورا بالرياسة والديانة، ولم يباشر شيئا من المناصب، وعرضت عليه الوزارة في دولة الملك العادل كتبغا فامتنع من ذلك، وصنّف في ذلك جزءا فيه: إنّ الوزارة متضمّنة للمكوس، وإنّما يقدم عليها من لا يفكّر في يوم الحساب، ولا يخاف عاقبة الدارين، وذكر أنّ فيها خطرا من سبعة وجوه. وكان، رحمه الله، يحبّ الكتب النفيسة، وجمع منها جملة كبيرة، واجتمع عليه في أواخر عمره مبلغ كبير من الدّين، وانقطع عن الترداد إلى الدولة، ومات غريبا خاملا، وحجّ في عمره مرّات، وحضر عدّة غزوات، وأنفق في سبيل الله، وروى الأحاديث النبوية، وكان يحبّ الصالحين والعلماء، وكان سريع الدمعة، غزير البكاء، رحمه الله تعالى.

[وفاة يوسف بن قيس الحرّاني]

٧٣٨ - وفي ليلة الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح العابد، بقيّة السلف، أبو قيس، يوسف بن قيس (١) بن أبي بكر بن الشيخ القدوة حياة بن قيس بن سلطان بن رجال الحرّاني بسفح قاسيون، ودفن من الغد بعد صلاة الظهر بزاويته عند أخيه عمر بن قيس.

ومولده في سنة ثلاث وثلاثين وستماية بحرّان.

وكان شيخا صالحا منقطعا عن الناس، معظّما عند أهل بلده، انتهت إليه المشيخة، وعمّر وضعف وانحنى، وكان يقصد بالزيارة، ويطلب/٣٠٤ أ/منه الدعاء، ويقبّل الناس يده ويتبرّكون به. وسمع من إبراهيم بن خليل بحلب، بإفادة ابن الظاهري في صفر سنة سبع وخمسين وستماية، (وحدّث) (٢).

[[وفاة الأمير جمال الدين آقش الرحبي المنصوري]]

٧٣٩ - وفي ليلة الخميس الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير


(١) انظر عن (يوسف بن قيس) في: معجم شيوخ الذهبي ٦٥٨،٦٥٩ رقم ٩٩٠، والدرر الكامنة ٤/ ٤٦٧،٤٦٨ رقم ١٢٨٢.
(٢) كتبت فوق السطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>