للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[وفاة إمام مشهد ابن عروة]]

٥٠٤ - /٦٨ أ/وفي ليلة السبت عاشر شعبان توفي محيي الدين، عثمان (١) بن الشيخ أحمد بن عثمان بن (٢) إمام الكلاّسة (٣) إمام مشهد ابن عروة (٤)، ودفن ظهر السبت بسفح قاسيون بتربتهم، وحضره جمع كبير.

وكان سمع من ابن البرهان «صحيح مسلم»، وسمع من ابن عبد الدائم وجماعة، وحدّث.

[[خروج السلطان من مصر]]

وفي يوم السبت المذكور ضربت البشائر بقلعة دمشق وعلى أبواب الأمراء بسبب خروج السلطان، أعزّ الله نصره، من الديار المصرية (٥).

[[موقعة عرض]]

وفي يوم السبت المذكور وقع مصافّ بأرض عرض (٦) بين جماعة من جيش المسلمين، وبين جماعة من التتار، ونصر المسلمون عليهم وقتلوهم وأسروا منهم، ووصلت البطاقة بذلك إلى دمشق في عشيّة الأحد، ودخلوا دمشق بمقدّمين كبيرين مأسورين من التتار يوم الخميس منتصف شعبان وهو يوم خميس النصارى، وحضر من المسلمين في هذه الوقعة: الأمير سيف الدين أسندمر، والأمير سيف الدين بهادر آص، والأمير سيف الدين كجكن، والأمير سيف الدين غرلوا العادلي، وعدم فيها الأمير سيف الدين أنس، وعلاء الدين ابن باشقرد الناصري. وكان المسلمون نحوا من ألف وخمس ماية، وكان التتار بقدرهم مرتين أو ثلاثة، وهم الطائفة التي كانت وصلت إلى القريتين، ونهبت التركمان وشعّثت.


(١) انظر عن (عثمان) في: الدرر الكامنة ٢/ ٤٣٦ رقم ٢٥٦٧.
(٢) الصواب: «ابن».
(٣) الكلاّسة: مدرسة لصيقة بالجامع الأموي من شماليّه، ولها باب إليه، عمّرها الشهيد نور الدين محمود في سنة ٥٥٥ هـ‍. وسمّيت بهذا الاسم لأنها كانت موضع عمل الكلس أيام بناء الجامع. (الدارس ١/ ٣٤٠ رقم ٨٠).
(٤) مشهد ابن عروة وهو دار الحديث العرويّة، بالجانب الشرقي من صحن الجامع الأموي، ويعرف قديما بمشهد علي رضي الله عنه. ينسب إلى ابن عروة شرف الدين محمد بن عروة الموصلي المتوفى سنة ٦٢٠ هـ‍. لأنه أول من فتحه وكان يخزّن فيه آلات تتعلّق بالجامع، وعمل له المحراب والخزانتين ووقف فيهما كتبا وجعله دار حديث. (الدارس ١/ ٦١،٦٢).
(٥) خبر خروج السلطان في: زبدة الفكرة ٣٧٢، والبداية والنهاية ١٤/ ٢٣.
(٦) في البداية والنهاية: «غرض» وهو تحريف. و «عرض»: بضم أوله، وسكون ثانيه. بليد في برّيّة الشام يدخل في أعمال حلب، بين تدمر والرصافة الهشامية. (معجم البلدان ٤/ ١٠٣). -

<<  <  ج: ص:  >  >>