للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان صوفيّا قديما، مشهورا، من أصحاب عزيز الدين القزوينيّ، خليفة الشيخ سعد الدين بن حمّويه. وكان خادما للصوفية وبوّابا، قام بعدّة وظائف، رحمه الله.

[[إعتراف أحد فقهاء الباذرائية بالاعتزال]]

وفي يوم عرفة عقد مجلس بالقصر عند نائب السلطنة حضره جماعة من القضاة والفقهاء، وأحضر موسى أحد فقهاء الباذرائية من المارستان، فاعترف أنه معتزليّ قائل بخلق القرآن، وأصرّ على ذلك، فاختلفوا في تكفيره ورسّم بتعزيره، فضرب، ثم نودي عليه، ثم حبس، ثم بعد شهر حضر مجلس الحاكم، وأظهر التوبة، فأطلق، ثم نزح عن دمشق إلى حلب ومات هناك.

[[وفاة سيف الدين الجوكندار المنصوري]]

٨٣٩ - وفي يوم الإثنين سابع عشر ذي الحجّة وصل الخبر إلى دمشق بوفاة الأمير الكبير، سيف الدين الجوكندار (١)، المنصوريّ بحمص المحروسة، وصلّي عليه بدمشق يوم الجمعة خامس محرّم من السنة الآتية.

وكان أميرا جيّدا من خيار الترك، ولي نيابة (قلعة) (٢) صفد، وشدّ دمشق، ونيابة قلعة دمشق، ونيابة حمص آخر عمره (٣).

[[نيابة حمص]]

وولي عوضه في نيابة حمص الأمير سيف الدين، تمر الساقي (٤).

[تولية الشدّ بدمشق]

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجّة عزل الأمير سيف الدين بكتمر الحسامي عن الشدّ بدمشق، وولي عوضه الأمير جمال الدين آقوش الرستميّ، متولّي البلاد


(١) انظر عن (الجوكندار) في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٢٥ - ١٢٧، وذيل تاريخ الإسلام ٦٨ رقم ١٣٧، والدرر الكامنة ٢/ ٢٦ رقم ١٣٣٣، والدليل الشافي ١/ ١٩٨ رقم ٦٩٥، والمنهل الصافي ٣/ ٤٢٠،٤٢١ رقم ٦٩٧، والنجوم الزاهرة ٨/ ٢٢٤، وأعيان العصر ٢/ ٤٣،٤٤ رقم ٤٥٥، والوافي بالوفيات ١٠/ ٢٨٣، وعقد الجمان (٤) ٤٤٥ واسمه: «بلبان».
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) وقال النويري: وكان رجلا جيّدا، أمينا، ثقة، ما رأيت في أبناء جنسه ممن اختبرته في الأمانة والعفّة مثله، رافقته مدّة في ديوان الخاص بدمشق واطّلعت منه على أمانة غزيرة ونزاهة ومعرفة تامة، وكان يوم ذاك ينوب عن السلطنة بقلعة دمشق، وفوّض أليه السلطان شدّ ديوان أملاكه بالشام، وكنت يومئذ مباشرها، وذلك في سنة اثنتين وسبعمائة، إلى أن نقل إلى نيابة السلطنة بحمص، فاطّلعت من أمانته ونزاهته ومعرفته على ما أشرت أليه. . .
(٤) انظر: الدرر الكامنة ١/ ٥١٩ رقم ١٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>