للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى أكابر البلد وأوساط الناس، ورسّم عليهم التتار وضيّق عليهم، وألزموا بالمبيت بالمشهد الجديد بجامع دمشق. وكثر النهب في البلد والخطف وتشليح الثياب.

وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر كسّرت بعض أبواب الدّور، وصعد إلى الأسطحة، وأرعب الناس، وحصلت ضجّة وقت صلاة الجمعة.

وجبي على الروس (١) وعلى الدّور، واشتدّ خوف الناس كلّهم بسبب الطلب والجباية (٢).

[[رفع الترسيم عن الناس]]

وفي عشيّة السبت التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر نودي في البلد بإطلاق الطلب، فتوجّه الأعيان إلى دورهم/٨ ب/ورفع الترسيم (٣).

[[حصار قلعة دمشق]]

وفي يوم الأحد سلخ ربيع الآخر ابتدئ بحصار القلعة وهي داخل البلد ومن ظاهره، ورمي من القلعة بالمنجنيق والنار، وظهر الدخان والغبرة (٤).

[نهب دار السكّر]

وفي آخر هذا اليوم نهبت دار السّكّر، ودخل إليها الحرافشة والصعاليك، وأخذوا منها القطر والسّكّر والأخشاب والآلات (٥).


(١) الصواب: «الرؤوس».
(٢) خبر الخوف في: ذيل مرآة الزمان ٤/ورقة ٣١٥، وتاريخ الإسلام ٨٢،٨٣، وعقد الجمان (٤) ٣٥.
(٣) خبر رفع الترسيم في: تاريخ الإسلام ٨٤. وذكر الذهبي ما حصل على أهل دمشق، ومما قاله: «وحمل الشيخ شمس الدين ابن غانم إلى الجامع مريضا، وطلب منه مائة ألف درهم، وصودر الفاميّة والقصّابون. وكان مشدّ المصادرة علاء الدين أستاذ دار قبجق، والذي يقرّر على الناس الصّفيّ السنجاري، قدم مع التتار، والحنّ والبنّ أولاد الحريريّ، وكثرت العوانية، وظهرت النفس الخبيثة بالأذيّة والمرافعة، ونهب أهراء الأمراء ودورهم. وذكر الشيخ وجيه الدين ابن المنجّا أنّ الذي حمل إلى خزانة قازان ثلاثة آلاف وستمائة ألف درهم سوى ما محق من الرسوم والبراطيل، وسوى ما استخرج لغيره من الكبار، بحيث أنه اتصل إلى شيخ الشيوخ ما يقارب ستمائة ألف درهم. قلت: واشتدّ البلاء وهلك ناس كثير في هذه المصادرة، وافتقروا، وإلى اليوم، وبعضهم ركبه الدّين، وجبي من بعض الناس على الرؤوس والدّور» (تاريخ الإسلام ٨٤).
(٤) خبر الحصار في: تاريخ الإسلام ٨٥، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٨٩٢،٨٩٣، وعقد الجمان (٤) ٤١،٤٢، وتاريخ ابن سباط (صدق الأخبار) -بتحقيقنا-ج ١/ ٥٢٠.
(٥) خبر دار السّكّر في المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>