للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رجلا صالحا، وفقيها، نبيها، متقشّفا، متعفّفا، مقلاّ من الدنيا، ولم يمرض، ولكن حصل له وجع من القولنج، فمات.

سمع كثيرا مع شيخه الشيخ تاج الدين من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهما، وحدّث، وحجّ غير مرة. وكان كل سنة يسافر ماشيا إلى القدس.

[[وفاة أمين الدين ابن هلال الأزدي]]

٥٠٣ - وفي ليلة الأربعاء سلخ رجب توفي الصدر الكبير، الفاضل، العدل، أمين الدين، محمد بن الشيخ عماد الدين محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن هلال الأزدي (١)، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المعمور، ودفن بالجبل.

وكان مرجّحا على صدور البلد وأكابره لما عرف به من الأمانة والكفاءة والسيرة المحمودة والعفّة والصيانة، وولي نظر الديوان الكبير ونظر الجامع المعمور، ونظر الخزانة السلطانية وغير ذلك من المناصب، ولم يتعرّض له في شيء من ولاياته، بل كان ينتقل في الولايات مطلوبا مخطوبا.

وكان سمع «صحيح مسلم» من الرضيّ بن البرهان، وغير ذلك، وحدّث.

ومولده بدمشق ليلة الثامن والعشرين من رجب سنة سبع وأربعين وستماية.

[[نظارة الخزانة السلطانية]]

وفي يوم الأربعاء المذكور باشر نظر الخزانة السلطانية الشيخ نجم الدين ابن أبي الطيب عوضا عن أمين الدين ابن هلال المذكور، وباشر نظر الجامع المعمور الصدر جمال الدين ابن شمس الدين ابن الصدر سليمان الحنفي، عوضا عن شرف الدين ابن السّيرجيّ (٢).

[شعبان]

[[مشيخة الشيوخ بدمشق]]

وفي يوم السبت ثالث شعبان باشر مشيخة الشيوخ بدمشق الخطيب ناصر الدين بن عبد السلام، عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة. وبعد سفر قاضي القضاة بدر الدين كان نائبه القاضي جمال الدين الزرعيّ، باشر ذلك إلى هذا التاريخ (٣).


(١) لم يذكره غير البرزالي.
(٢) خبر النظارة في البداية والنهاية ١٤/ ٢٣.
(٣) خبر المشيخة في: البداية والنهاية ١٤/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>