للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك القاهر ناصر الدين محمد ابن الأمير الكبير الملك أسد الدين شيركوه بن شاذي، وكانت وفاته بالقاهرة، توجّه إليها يطلب الزيادة في إقطاعه ومعه هديّة جليلة، فعرضت على السلطان وقضا (١) حاجته وأكرمه، وجعله أحد أمراء دمشق، وجازاه على الهدية، كل ذلك وهو متمرّض فأدركه أجله في يوم الخميس سادس ذي القعدة، /٣١٨ ب/ودفن يوم الجمعة بالقرافة بتربة أولاد الملوك.

وكانت أخبار إمرته وإقبال السلطان عليه وصلت إلى دمشق، وفرح أهله، ثم وصل الخبر سريعا بموته، فعاد الفرح حزنا، وكان رجلا جيّدا، بشوش الوجه، مكرما للناس، مشتغلا بنفسه وأهله، ملازما لداره.

وسمع من ابن عبد الدائم، وغيره، وروى الحديث.

ومولده بدمشق في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وخمسين وستماية.

[[وفاة الفقيه ركن الدين أبي الخير الإربلي]]

٨١٢ - وفي يوم السبت قبل العصر منتصف ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، ركن الدين، أبو الخير، محمد ابن الشيخ الإمام مجد الدين أبي محمد عبد الله بن الحسين بن علي الإربلي، الأصل، الزرزاري (٢)، الكرديّ، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير جوار الشيخ أبي الفرج بن الحنبلي، وحضره جمع كبير.

وكان إماما بالمدرسة القيمرية مدّة اثنتين وأربعين سنة إلى أن مات مواظبا على الوظيفة المذكورة، حسن السّمت، كثير الصمت، قليل الاختلاط بالناس، وحفظ كتاب «التنبيه» في صغره، وسمع الحديث من شيخ الشيوف شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وروى عنه «جزء ابن عرفة» بالقاهرة ودمشق مرات، وسمع منه الناس، وكان الثناء عليه وافرا.

ومولده في يوم الأحد أوائل النهار الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وستماية بحلب بالمدرسة العصرونية.


(١) الصواب: «وقضى».
(٢) انظر عن (الزرزاري) في: معجم شيوخ الذهبي ٥٠٣ رقم ٧٤٤. وفي المصادر شيخ آخر يشبه اسمه ونسبه، وهو من مواليد سنة ٦٦٢ وتوفي سنة ٧٣٨ هـ‍. انظر عنه في: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري-بتحقيقنا-ج ٣/ ١٠٤٩ - ١٠٥١ رقم ١٣٤٧ وفيه حشدنا مصادر ترجمته بالحاشية رقم (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>