للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[عزل نائب قاضي القضاة المالكية]]

وعزل قاضي القضاة المالكي نائبه محيي الدين، يحيى بن صالح بن عتيق يوم الجمعة عاشر صفر عن الحكم.

[تخلّص الأمير فتح الدين ابن صبرة من أسر التتار]

ووصل في وسط صفر الأمير فتح الدين ابن صبرة إلى دمشق من أسر التتار، وكان سبب خلاصه والغفلة عنه ما وقع عند التتار من الكسرة مع أهل كيلان، وتجهّز من دمشق إلى الديار المصرية ليخبر السلطان والأمراء بذلك فإنّ عنده الأمر على جليّته (١).

[[وقعة خربندا بأهل كيلان]]

وحكي لنا أنّ هذه الوقعة كانت في أول المحرّم، واشتهرت في عاشوراء، ووصل خبرها إلى البلاد، وملخّصها أنّ خربندا طلب من أهل كيلان فتح طريق إلى بلادهم فيها مضرّة عليهم، وكانوا سئلوا ذلك غير مرة فلم يجيبوا إليه، فامتنعوا، فقيل لهم: أنتم باغية. فقالوا: لسنا كذلك، نحن نؤدّي الأموال، والتجار عندنا. فقيل لهم: لا بدّ من فتحه. فامتنعوا. فأمر الملك خربندا بغزوهم، وجهّز إليهم ستّين ألفا مع مقدّمين، مع قطلوشاه أربعون ألفا، ومع جوبان عشرون ألفا، فوصلوا إلى وسط بلاد كيلان. ونزل قطلوشاه مع أصحابه في صحراء، وانفرد جوبان وأصحابه في مكان آخر، ففتح الكيلانيّون سكرا من البحر في الليل، فوصل الماء إلى الجيش، ورموا أيضا نارا في أشجار وأحطاب، فاضطرمت النيران بالقرب منهم والماء صار عليهم حتى كاد يغرقهم، وحاروا في أمرهم ليلا، وأحاط الكيلانيّون بهم يصرخون عليهم، فقتل أكثرهم. /١١٧ أ/وقتل بعضهم بعضا في اختلاط الليل وظلمته، وأصيب قطلوشاه بسهم فمات.

وأمّا أصحاب جوبان فسلم غالبهم ورجعوا مكسورين.

ورسّم الملك ثانيا بتجهيز جيش آخر لغزوهم، وساءه ما وقع في جيشه، ولكنّه فرح بموت قطلوشاه فإنه كان يخافه (٢).

[[وفاة بدر الدين القرشي]]

٨٥٠ - وفي يوم الأحد السادس والعشرين من صفر توفي الفقيه، العدل، بدر الدين، محمد بن ظهير الدين عبد الرحيم بن يحيى بن إبراهيم القرشي (٣) ابن


(١) خبر تخلّص الأمير في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٩٤.
(٢) خبر وقعة خربندا في: البداية والنهاية ١٤/ ٤٤،٤٥، والنهج السديد ٣/ ٦٤١،٦٤٢.
(٣) انظر عن (القرشي) في: الدرر الكامنة ٤/ ١٥ رقم ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>