وكان من القراء المشهورين، تلقّن عليه جماعة بجامع دمشق، وكانت له حلقة معروفة به.
[[نظر الجامع]]
وفي أواخر المحرّم باشر نظر الجامع الشريف نظام الملك أبو المناقب علي الحسيني، نقيب الأشراف. وقد كان رسّم بكتب تقليده بذلك من أول الشهر.
[[وفاة خديجة بنت القاضي الشيباني]]
٢٤٨ - وفي شهر المحرّم ماتت أمّ علي، خديجة (١) بنت القاضي كمال الدين، إسحاق بن خليل بن فارس بن مسعود الشيباني، الشافعيّ، بمدينة أذرعات، ودفنت هناك.
وكانت روت بالإجازة عن جماعة من شيوخ دمشق، منهم: ابن صبّاح، وابن اللتّي، وأبو نصر بن الشيرازي، وأبو الحسن علي بن باسويه، وجعفر الهمداني، وابن المقيّر.
[صفر]
[[الخوف من قصد التتار دمشق]]
واستهلّ شهر صفر والأخبار قد وصلت بقصد التتار البلاد، والناس بدمشق مهتمّون بأمر الهرب إلى الديار المصرية والكرك وغيرهما، والأراجيف يتبع بعضها بعضا، والإزعاج وافر، والصدور ضيّقة، وغلت الأكرية، وبلغ كري المحارة إلى مصر خمس ماية درهم، وبلغ ثمن الحمل ألف درهم، وثمن الحمار خمس ماية درهم، وباع الناس الأمتعة بالثمن البخس من الحليّ والنحاس والقماش، وطاشت الألباب، وتحيّر الناس، وتفرّقت القلوب.
وجلس الشيخ تقيّ الدين ابن تيمية في مكانه بالجامع يوم الإثنين ثاني صفر يفسّر آيات الجهاد، ويحضّ الناس على لقاء العدوّ وعلى الغزو ويضعّف أمرهم، ويوبّخ من قصده الهرب ويحضّه على إنفاق مقدار ما يخرجه في ذلك الغزو. واستمرّ يجلس أياما متوالية.
ونودي في البلد يوم الثلاثاء ثالث صفر أن لا يسافر أحد إلاّ بمرسوم أو ورقة
(١) انظر عن (خديجة) في: معجم شيوخ الذهبي ١٨٢ رقم ٢٤١، وتاريخ الإسلام ٤٧٤ رقم ٧٧٧.