للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قامعا لأهل الفساد. وكان في السنة الماضية سنة حجّ السلطان هرب من مماليكه ثلاثة ولجأوا إلى حميضة، ثم إنهم خافوا من دخوله في الطاعة، وأنه يرسلهم إلى حضرة السلطان فقتلوه، وتوجّهوا في وادي بني شعبة، وحضروا إلى مكة، فقيّد الذي تولّى قتله منهم وأرسل إلى الديار المصرية فاعتقل، ثم قتل في شوال.

[عودة الجيش المجرّد إلى سيس]

وفي يوم السبت الحادي عشر من جمادى الآخرة وصل إلى دمشق الجيش المجرّد إلى سيس، وقد تقدّم توجّهه من دمشق، ومقدّمهم الأمير سيف الدين جوبان، ولما وصلوا إلى حماه توجّه معهم الأمير بدر الدين حسن أخو صاحب حماه، ومعه جماعة من الحمويّين، ولما وصلوا إلى حلب توجّه معهم الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب السلطنة بحلب، ومعه جيش حلب. ووصل أيضا إلى حلب الأمير شهاب الدين قرطاي نائب السلطنة بطرابلس، ومعه جيش طرابلس، ومقدّم الجميع نائب حلب، وتوجّهوا إلى مرج أنطاكية، وكانوا أكثر من عشرين ألفا، وأقاموا بالمرج المذكور أقلّ من شهر، ثم دخلوا إلى بلاد الأرمن/٣٢٩ أ/من باب اسكندرونة فوصلوا إلى النقيّر وهي قلعة برأس جبل، ثم إلى تلّ حمدون، ثم وصلوا إلى نهر جاهان فخاضوه من مخاضة العامودين، وغرق فيه جماعة من الأمراء والجند والغلمان وبعض الأطلاب سلم جميعهم، غرق من الطلب الثلاثة والأربعة والخمسة، وبعض الأطلاب (١) غرق أكثرهم، وغالب ما وقع ذلك للطربلسيّين، وممّن غرق منهم: ابن دربساك أمير شجاع من التركمان، وأميران من أقاربه، وأمير عشرة من الحلبيّين من الشجعان اسمه سيف الدين برج. ثم رحلوا إلى (ناورين) (٢) وهي قلعة حصينة، ثم نزلوا على سيس وهي قلعة حصينة وحاصروها ثلاثة أيام وضيّقوا على أهلها وأحرقوا دار الملك التي في البلد علّقوا فيها النيران فانهدمت، وقطّعوا أشجار البساتين، وساقوا الأبقار والجواميس والأغنام، ثم نزلوا على قلعة تنين وأخذوا منها كثيرا من المواشي وأحرقوا زرعها، ثم توجّهوا إلى أذنة فأخربوا غالب أسوارها ودار الملك والأسواق، وتوجّه بعض العسكر إلى طرسوس وفعلوا مثل ذلك، وأحرقوا الضياع والزروع التي كانت بها قبلة بشام وشرقا بغرب، ثم عادوا على الطريق المذكورة، وخاضوا النهر المذكور ولم يعدم فيه في الرجعة سوى شخص واحد، ووصلوا إلى حلب، وتوجّه جماعة من العسكر الأمير شهاب الدين قرطاي، وعسكر طرابلس، وعسكر حمص خلف العرب، وانضافوا إلى الجيش الذي مقدّمهم الأمير سيف الدين قجليس، فأخرجوا مهنّا بن


(١) في الأصل: «الأطلاق».
(٢) هكذا قرأناها.

<<  <  ج: ص:  >  >>