للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيبرس التلاوي الشدّ. وخلع عليهم ولبسوا الخلع يوم الجمعة، وحضر نائب السلطنة والأمراء والقضاة لسماع الخطبة بالمقصورة. وقرئ عقيب الجمعة تقليد قاضي القضاة نجم الدين، قراءة الشيخ شرف الدين الفزاريّ بالمقصورة أيضا. وتوجّه إلى الشبّاك، وجلس مكان القضاة، وقرئ تقليده هناك مرة ثانية (١).

[[وقوع كتاب باطل بيد النائب الأفرم]]

وفي جمادى الأولى وقع بيد نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم كتاب إليه صورة نصيحة على لسان قطز من مماليك الأمير سيف الدين قبجق، وفيه إنّ الشيخ شمس تقيّ الدين ابن تيميّة، والقاضي شمس الدين ابن الحريري يكاتبان قبجق ويختارانه لنيابة الملك، ويعملان على الأمير، وإنّ الصدر كمال الدين ابن العطار، والشيخ كمال الدين ابن الزملكانيّ يطالعان بأخبار الأمير، وإنّ جماعة من الأمراء معهم في هذه القضية، وذكروا جماعة من مماليك الأمير وخواصّه، وأدخلوهم في ذلك.

فلما قرأ الأمير هذا الكتاب وفهمه على بطلانه وأسرّه إلى بعض الكتّاب، وطلب التعريف بمن فعله، فاجتهد في ذلك حتى وقع الخاطر والحدس على فقير يعرف باليعفوري ممّن كان نسب قبل ذلك إلى فضول وتزوير، فمسك فوجد معه مسوّدة بالكتاب المذكور بعينه، فضرب، فأقرّ على شخص آخر يعرف بأحمد القباري، كان أيضا قد نسب إليه زور ودخول فيما لا يعنيه، فضرب الآخر، فاعترف، وعيّن جماعة من الأكابر أشاروا عليهما بذلك، وكان قصدهم تشويش خاطر الأمير على خواصّه، والسعي/٦٦ أ/في إهلاك المذكور في الكتاب، فانجلت القضيّة للأمير، وعرف الأمر فيها معرفة شافية، وعزّر الفقيرين المذكورين في مستهلّ جمادى الآخرة، ثم بعد التعزير أمر بتوسيطهما وتعليقهما في اليوم المذكور. وكذلك أيضا عزّر التاج بن المناديلي الناسخ في التاريخ المذكور، وقطعت يمينه. وهو الذي كان كتب لهما الكتاب، وخطّه معروف (٢).

[[نيابة السلطنة بقلعة دمشق]]

وفي الخامس والعشرين من جمادى الأولى انتقل الأمير سيف الدين بلبان الجوكندار المنصوري إلى قلعة دمشق متولّيا نيابة السلطنة بها مكان الأمير علم الدين أرجواش (٣).


(١) خبر الإمامة في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢١، والبداية والنهاية ١٤/ ٢١،٢٢.
(٢) خبر الكتاب في: البداية والنهاية ١٤/ ٢٢.
(٣) خبر النيابة في: البداية والنهاية ١٤/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>