للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البريد، ودخل الشيخ تقيّ الدين مدينة غزّة يوم السبت، وعمل في جامعها مجلسا، ووصلا معا إلى القاهرة يوم الخميس الثاني والعشرين من رمضان، وعقد للشيخ مجلس بالقلعة، وأراد أن يتكلّم فلم يمكّن من البحث والكلام على عادته، وحبس في برج أياما. ثم نقل إلى الجبّ ليلة عيد الفطر هو وأخواه (١).

[[تجديد التوقيع لقاضي القضاة]]

وأكرم قاضي القضاة نجم الدين وجدّد له توقيع وخلع عليه، وسافر إلى دمشق فوصلها يوم الجمعة سادس ذي القعدة، وقرئ تقليده بمقصورة الخطابة يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة، وقرئ عقيبه الكتاب الذي وصل معه وفيه مخالفة الشيخ تقيّ الدين في العقيدة/٩٩ ب/وإلزام الناس بذلك، خصوصا أهل مذهبه، والوعيد بالعزل والحبس. وفيه أن ينادى بذلك في البلاد الشامية.

وكان قد نودي قبل صلاة الجمعة بالجامع والأسواق. ووصلت الأخبار بكثرة المتعصبّين بالديار المصرية على الشيخ تقيّ الدين، وأنه حصل أذى كثير للحنابلة.

وحبس تقيّ الدين عبد الغني بن الشيخ شمس الدين الحنبلي، وألزموا جميعهم بالرجوع عن عقيدتهم في القرآن والصفات، وأشار القضاة على رفيقهم قاضي القضاة شرف الدين الحرّاني الحنبلي، بموافقة الجماعة. وكان قليل العلم، فوافق وألزم جماعة من أهل مذهبه بذلك، وأخذ خطوطهم.

ووقع أمر لم يجر على الحنابلة مثله، وكان ذلك بقيام الأمير ركن الدين الجاشنكير في القضية بسعي القاضي المالكي والقروي المالكي وجماعة من الشافعية (٢).

[[وفاة شمس الدين ابن سرور المقدسي]]

٧٤١ - وفي يوم الثلاثاء سادس رمضان توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن الشيخ الصالح، عماد الدين، أحمد بن الشيخ القدوة عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور (٣) المقدسي، الحنبلي، بالبيمارستان الصغير بدمشق، وصلّي عليه يوم الأربعاء بالجامع، وحمل إلى سفح قاسيون فدفن بالقرب من سلفه.

وكان شيخا كثير الصلاة والقراءة، عاشر الفقراء أكثر عمره، وله سلف صالح.

روى الحديث عن ابن مسلمة، والمرسي، وخطيب مردا، وغيرهم.

وذكر لنا أنّ له رحلة إلى بغداد بعد الخمسين سمع فيها من جماعة.


(١) خبر حبس ابن تيمية في: البداية والنهاية ١٤/ ٣٨، والنهج السديد ٣/ ٦٢٠.
(٢) خبر تجديد التوقيع في: البداية والنهاية ١٤/ ٣٨.
(٣) انظر عن (ابن سرور) في: الدرر الكامنة ٣/ ٣٠٥،٣٠٦ رقم ٨١٨، ومعجم شيوخ الذهبي ٤٥٦ رقم ٦٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>