للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجسر إلى الوادي نحو خمسين من خواصّه، مات منهم أربعة وجرح أكثرهم.

وكان يوما مؤلما. وعمل نائب الكرك ضيافة لقدوم السلطان أنفق فيها نحوا من أربعة عشر ألف درهم، فتلفت ولم يحصل منها المقصود. ثم ظهر للسلطان أن هذا الذي وقع لم يقصده أحد، وبقي النائب خجلا، فطيّب قلبه وأكل طعامه، وبقي ثلاثة أيام، وبعدها أظهر للنائب ما في خاطره من الإقامة بالكرك، وخلع عليه خلعة قيمتها سبعة آلاف درهم، وسافر النائب بأمره.

ثم بعد مدّة حضرت زوجة السلطان مع أخيها، فتألّموا من ضيق الحال. وأقام السلطان بالكرك يباشر الأمور ويحضر دار العدل (١).

[وفاة الأمير عزّ الدين الرشيدي]

٩٨٣ - وفي يوم الثلاثاء التاسع عشر من شوال توفي الأمير عزّ الدين الرشيدي (٢)، أستاذ دار الأمير سيف الدين سلاّر نائب السلطنة بالقاهرة.

[الترسيم على أخي تقيّ الدين ابن تيميّة]

وفي ليلة الأربعاء العشرين من شوال طلب أخو الشيخ تقيّ الدين، فوجد زين الدين وعنده جماعة، فرسّم عليهم، ولم يوجد شرف الدين. ثم أطلق الجميع سوى زين الدين، فإنه حمل إلى المكان الذي فيه الشيخ، وهو قاعة الترسيم بالقاهرة.

ثم إنه أخرج في خامس صفر سنة تسع وسبعماية.

[[سلطنة بيبرس الجاشنكير]]

ووصل الخبر إلى دمشق في يوم الجمعة التاسع والعشرين من شوال بسلطنة الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير بالقاهرة، وأنّ سلطنته وقعت يوم السبت عصر النهار الثالث والعشرين من شوال بعد أن وصل كتاب السلطان الملك الناصر من الكرك بالإقامة هناك.

وكان وصول كتابه عصر الجمعة الثاني والعشرين من الشهر، فاجتمع أعيان الأمراء، وتشاوروا بقيّة نهار الجمعة ويوم السبت إلى العصر. واتفق رأيهم على سلطنة المذكور، ولقّب بالملك المظفّر، فخاطبوه بالسلطنة في دار الأمير سيف الدين سلاّر بالقلعة، وركب من الدار المذكورة، ودخل/١٣٦ أ/القلّة راكبا، والأمير سيف الدين المذكور، ومن دونه مشاة بين يديه، ودخل إلى موضع كرسي المملكة، وجلس بعد أن حلف له أكابر الأمراء.

ثم استمرّ التحليف بعد ذلك لمن جرت العادة تحليفه أياما (٣).


(١) خبر إقامة السلطان في: النهج السديد ٣/ ٦٤٦ - ٦٤٨.
(٢) انظر عن (الرشيدي) في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٤٢، والنهج السديد ٣/ ٦٥١ واسمه «أيدمر».
(٣) سلطنة بيبرس في: نزهة المالك والمملوك ١٩١، والدرة الزكية ١٥٦ - ١٥٨، وتاريخ سلاطين المماليك ١٣٧، ونهاية الأرب ٣٢/ ١٣٩، والنهج السديد ٣/ ٦٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>