للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[خروج جماعة من أعيان دمشق للقاء ملك التتار]]

وفي يوم الأحد ثاني ربيع الآخر اجتمع جماعة من الأعيان من العلماء والأكابر بمشهد عليّ رضي الله عنه، بجامع دمشق، واتّفقوا على التوجّه للقاء ملك التتار وطلب الأمان منه، وتوجّهوا يوم الإثنين ثالث شهر ربيع الآخر، وبقي البلد ليس فيه أحد من أرباب الولايات فلقوا الملك بالنّبك، وغابوا عن البلد أربعة أيام (١).

[[النداء بمنع بيع السلاح]]

وفي يوم الإثنين ثالث ربيع الآخر/٧ أ/نودي في البلد بأمر الأمير علم الدين أرجواش نائب السلطنة بقلعة دمشق أن لا يباع شيء من آلات السلاح فإنّها أبيعت بأثمان رخيصة، أبيع الفرس بخمسين وأربعين، والجوشن الذي قيمته ماية بعشرين ودونها (٢)، والبساط الذي قيمته ماية بثلاثين ودونها.

[[وفاة ابن حامد البعلبكي]]

٤٦ - وفي ليلة الإثنين ثالث شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح أبو العباس، أحمد بن عثمان بن مفرّج بن حامد البعلبكيّ (٣)، القيّم ببعلبك.

وبلغ من العمر سبعا وثمانين سنة.

وكان شيخا صالحا، خدم المشايخ، وسافر إلى العراق، وروى لنا عن ابن المقيّر «الأربعين» للحاكم. قرأتها عليه ببعلبك.

وسمع أيضا من: ابن رواحة في أول سنة إحدى وعشرين وستمايّة، وسمع من الشرف المرسي، وغيرهم.

ولزم في آخر عمره العبادة والمسجد، وكان حسن السّمت، كثير المروءة، دينا، عفيفا (٤).

[[غلاء السعر بدمشق]]

وغلا السعر، فبيع رطل الخبز بدرهمين، ثم استقرّ بدرهم، وطحنت الغرارة


= وتاريخ الإسلام ٧٣، وتاريخ سلاطين المماليك ٥٩، والبداية والنهاية ١٤/ ٧.
(١) خبر خروج الأعيان في: ذيل مرآة الزمان ٤/ورقة ٣١٠، وتاريخ الإسلام ٧٣،٧٤، وتاريخ سلاطين المماليك ٦١،٦٢، والسلوك ج ١ ق/٣/ ٨٨٩، والنهج السديد ٣/ ٤٧٣.
(٢) تاريخ سلاطين المماليك ٦٠، وفي الدرّ الفاخر ١٩ «وبلغ الجوشن الذي قيمته مايتي ذرهم»، وانظر: النهج السديد ٣/ ٤٧٤.
(٣) انظر عن (ابن حامد البعلبكي) في: تاريخ الإسلام (٦٩١ - ٧٠٠ هـ‍.) ص ٣٨٢ رقم ٥٧٧، وأعيان العصر ١/ ٢٨٦،٢٨٧ رقم ١٤١.
(٤) وقال الذهبي: كان خيّرا متواضعا، خدوما، وكسرت رجله فلزم العبادة ومسجد الحنابلة، وكان يحضر معنا السماع، ولم نسمع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>