للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة عزّية بنت محمد بن قدامة المقدسي]

٥٥٢ - في النصف من صفر توفيت أمّ عمر، عزّيّة (١) بنت محمد بن عبد الملك بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، بالدير بسفح قاسيون، ودفنت على حافّة الوادي تحت الكهف بسفح قاسيون بتربة العزّ عبد الرحمن بن الحافظ.

وهي أخت شمس الدين ابن الشيخ فخر الدين ابن البخاري لأمّه.

سمعت من ابن اللتّي، وحضرت على ابن الزبيدي جميع «صحيح البخاري».

وضبط بعضهم موتها في يوم الخميس الخامس والعشرين من صفر.

ولي منها إجازة.

[[وصول رسول من جهة الفنش]]

وفي سادس عشر صفر وصل إلى القاهرة رسول من جهة الفنش من المغرب إلى السلطان الملك الظاهر، رحمه الله، ومعه تقدمة حسنة، فشقّ بها القاهرة (٢).

[[عودة العساكر من الشام إلى مصر]]

وفي يوم الخميس السادس والعشرين من صفر وصل إلى القاهرة/٦٦ أ/جميع العساكر من الشام، ومقدّمهم الأمير بدر الدين الخزندار، وهم يخفون موت السلطان في الصورة الظاهرة، وفي صدر الموكب موضع مسير السلطان تحت العصائب محفّة وراءها السلحداريّة، والجمدارية، وغيرهم من أرباب وظائف الخدمة على العادة.

ويقال: إنّ السلطان مريض في المحفّة. فلما وصلوا قلعة الجبل ترجّل الأمراء والعسكر بين يدي المحفّة كما جرت العادة، وكانوا يعتمدون ذلك في طريقهم من دمشق إلى القاهرة، وصعدوا بالمحفّة إلى القلعة من باب السرّ، وعند دخولها اجتمع الخزندار بالملك السعيد، وكان لم يركب لتلقّيهم، وقبّل الأرض ورمى عمامته، وصرخ، وقام العزاء في جميع القلعة.

وفي تلك الساعة جمعوا الأمراء والمقدّمين والجند، وحلّفوهم بالإيوان المجاور لجامع القلّة للسلطان الملك السعيد (٣).


(١) انظر عن (عزّيّة) في: تاريخ الإسلام (٦٧٦ هـ‍.) ص ٢٣٤ رقم ٣٠٢، ونثر الجمان ٣/ورقة ٩٤.
(٢) خبر وصول الرسول في: ذيل مرآة الزمان (المخطوط) ٣/ورقة ١٥٦.
(٣) خبر عودة العساكر في: مختار الأخبار ٦٢،٦٣، وذيل مرآة الزمان (المخطوط) ٣/ورقة ١٥٦، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٧٦، ونثر الجمان ٣/ورقة ٩٤،٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>