للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[فتح جزيرة أرواد]]

وفتحت جزيرة أرواد (١)، وهي بقرب أنطرطوس (٢) في يوم الأربعاء ثاني صفر، وصلت إليها شواني في البحر من الديار المصرية، وأعانهم جماعة في البرّ من جيش طرابلس فنازلوها إلى وقت الظهر وأخذوها قهرا، وقتلوا من كان بها، وأسروا الباقي.

وكان القتلى نحوا من ألفين، والأسرى قريبا من خمس ماية. ووصل هذا الخبر إلى دمشق يوم السبت خامس صفر، فدقّت البشائر ثلاثة أيام، وكان فيها مضرّة كبيرة على المسلمين المقيمين بالسواحل، فكفى الله تعالى أمرها، ووقى شرّها.

[[وفاة الأمير باشقرد الناصري]]

٤٦٢ - وتوفّي الأمير الكبير ناصر الدين باشقرد (٣) بن عبد الله الناصريّ.

وكان من أكابر الأمراء، وله عقل غزير وحرمة وافرة وفضيلة وأدب، وله شعر.

قرأت عليه «مجلس البطاقة» بسماعه من عبد الله بن علاّق، عن البوصيريّ.

وكانت وفاته يوم الأحد ثالث عشر صفر، ودفن يوم الإثنين بسفح قاسيون.

وكان قد/٦٢ ب/سجن بالديار المصرية عقيب كسرة حمص، فلما أنعم عليه وأفرج عنه ووصل إلى دمشق بقي أياما يسيرة نحو العشرة، ومات (٤).

[[وفاة الشرف مشرف الوكيل]]

٤٦٣ - وتوفي الشرف مشرّف (٥) بن أحمد الوكيل بدار القاضي الحنفي ابن


(١) خبر فتح أرواد في: نزهة المالك والمملوك ١٨٣،١٨٤، وزبدة الفكرة ٣٦٦، والتحفة الملوكية ١٦٧، والدرّ الفاخر ٨٠، ونهاية الأرب ٣٢/ ١٩، وذيل مرآة الزمان ٤/ ٤،٥، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٤٧، ودول الإسلام ٢/ ٢٠٧، ومرآة الجنان ٤/ ٢٣٦، ونثر الجمان ٢/ورقة ٦٢ ب،٦٣ أ، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٥٠، والبداية والنهاية ١٤/ ٢١، والنهج السديد ٣/ ٥٨٧، وتذكرة النبيه ١/ ٢٥٣، ودرّة الأسلاك ١/ورقة ١٦١، وفتوح النصر، لابن بهادر ٢/ ١٦٩، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ١١١، وتاريخ سلاطين المماليك ١٠٨، وأعيان العصر ٥/ ٨١٤، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٩٢٩، وعقد الجمان (٤) ١٨٤ - ١٨٨، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٥٤، والإلمام بالإعلام، للنويري السكندري ١/ورقة ٧١٦، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري ٢/ ١٣٢،١٣٣.
(٢) في الأصل: «أنطرسوس»، وهو غلط، والصواب ما أثبتناه، وهي طرطوس حاليا.
(٣) انظر عن (باشقرد) في: الدرر الكامنة ١/ ٤٧٠،٤٧١ رقم ١٢٦٨، والنهج السديد ٣/ ٥٩٦.
(٤) وقال ابن حجر: ذكر عنه أنه قال: بقيت عشرين سنة لا أتكلّم بالتركي حرصا على إتقان اللسان العربي. وكان قد سجن عقب كسرة حمص فلما أفرج عنه أعطي إقطاعاته في طرابلس فتوجّه إليها، فلما وصل إلى دمشق مرض يوم دخوله. . . وقال ابن الزملكاني: كان ينظم بالطبع لا يتعاطى قواعد الشعراء، وكان جمّ المحاسن، معمور الوقت بالفكر في علم أو عبادة أو نظر، وله إلمام بطريق أولي المعارف، وعنده عنهم فوائد حسنة ولطائف، مع صدق اللهجة والكرم والعفّة والسكون، ومحبّة المذاكرة.
(٥) لم يذكره غير البرزالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>