للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[وفاة العدل عماد الدين محمد بن عبد الرحمن التميمي]]

٩٥٩ - وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من صفر توفي الشيخ العدل، عماد الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الفقيه ركن الدين عبد الرحمن بن سلطان بن جامع (١) التميمي، الحنفي، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.

وكان شاهدا بمسجد البياطرة وإمام المسجد المذكور من مدّة طويلة، وانقطع في آخر عمره، وعجز عن الحركة.

سمع من والده، ومن ابن صبّاح، والقاضي شمس الدين يحيى بن سنيّ الدولة، والشهاب بن النصولي (٢)، وجماعة.

ومولده في ليلة الجمعة مستهلّ جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستماية بظاهر دمشق.

روى لنا جزءا من «الخلعيّات» عن ابن صبّاح، وهو السادس عشر.

[[استمرار الغلاء بمصر]]

ووصلت أخبار الديار المصرية باستمرار الغلاء، وأنّ الغرارة تساوي هناك أربع ماية وخمسين، وكل خمس أواقي بالدمشقي من الخبز بدرهم. ونال الضرر الفقراء والأغنياء، بلغنا أنّ بعض الناس كان يأتي سماط بعض الأمراء ومعه مملوك، فيمنع مملوكه من الدخول خشية أن يضيّق على مماليكه في رواتبهم، وإذا رفع السماط لا يوجد فيه لبابة.

وفي كل يوم يعزّر جماعة على الحمير بسبب بيع لحم الكلاب والحمير (٣).

[[الغلاء بدمشق]]

وأمّا بدمشق فإنّ غرارة القمح وصلت إلى ماية وخمسين، وبيع الخبز كل رطل، ووقيّتين بدرهم، واللحم بأربعة دراهم.

وأمّا الوباء بالديار المصرية فقيل إنه أحصي من مات في هذا الشهر شهر صفر، فبلغوا ماية ألف وسبعة وعشرين ألفا.

[[وقوع المطر بدمشق]]

ووقع بدمشق في أواخر صفر مطر جيّد آخر يوم من كانون الأول، واستمر أياما، ووقع الثلج.


(١) انظر عن (ابن جامع) في: تاريخ الإسلام (٦٩٠ هـ‍.) ص ٢٧٠ رقم ٣٥٧.
(٢) هكذا قرأناها.
(٣) خبر استمرار الغلاء في: مختار الأخبار ١٠١،١٠٢، وتاريخ حوادث الزمان ١/ ٢٨١، والنهج السديد ٢/ ٤٢٧،٤٢٨، وتاريخ الإسلام (٦٩٥ هـ‍.) ص ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>