للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبأيديهم رماح عليها شعف رؤوس القتلى من التتار. وكان يوما مشهودا. ودخل مع السلطان ممّن كان مع سنقر الأشقر الأمير سيف الدين أيتمش السعدي، والأمير سيف الدين بلبان الهاروني، والأمير علم الدين الدواداري، وغيرهم. ودخل السلطان قلعة دمشق.

وأمّا الأمير شمس الدين سنقر الأشقر فإنّه ودّع السلطان/٩٩ ب/من حمص وعاد إلى صهيون.

[[رحيل التتار عن الرحبة]]

ولما استقرّ السلطان بدمشق جرّد عسكرا إلى الرحبة لدفع من عليها من التتار. فلما كان يوم الإثنين الخامس والعشرين من رجب وصلت قصّاد الرحبة وأخبروا برحيل التتار عنها في يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب قبل حركة المجرّدين إليها (١).

[[وصول الأمير الأيدمري إلى دمشق]]

وفي يوم الجمعة التاسع والعشرين من رجب وصل الأمير بدر الدين الأيدمري إلى دمشق بمن معه من العسكر عائدا من تتبّع التتار وقد أنكى فيهم، ووصل إلى حلب وأقام بها، وسيّر أكثر من معه فتبعوهم إلى الفرات، فهلك منهم خلق عظيم غرقوا بها عند عبورهم، ونزل إليهم أهل البيرة، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا منهم جمعا كبيرا.

وقيل إنّ أهل المعرّة أيضا خرجوا إليهم عند عبورهم عليهم وأنكوا فيهم، وتفرّق شملهم. وما برحت الأسرى في هذه الأيام متواصلة إلى دمشق، والأخبار مترادفة بما نالهم من الضعف والمشقّة وهلاك جنودهم وتخطّف أهل البلاد لهم، وأنهم تمزّقوا في البراري والجبال، وهلكوا جوعا وعطشا. والحمد لله ربّ العالمين (٢).

ذكر من استشهد في هذه الموقعة من المشهورين

[[أزدمر الجمدار]]

٧٩٠ - توفي الأمير الحاج عزّ الدين أزدمر الجمدار (٣)، ودفن جوار مشهد خالد رضي الله عنه.


(١) خبر رحيل التتار في: ذيل مرآة الزمان (المخطوط) ٣/ورقة ٣٥٧، ونثر الجمان ٣/ورقة ١٦٩.
(٢) خبر وصول الأمير في: ذيل مرآة الزمان (المخطوط) ٣/ورقة ٣٥٧، ونثر الجمان ٣/ورقة ١٦٩، وتاريخ الإسلام (٦٩٠ هـ‍.) ص ٦٠.
(٣) انظر عن (أزدمر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان ١٤،١٥ رقم ٢٠، وذيل مرآة الزمان ٤/ ١٠٥ (المخطوط) ٣/ورقة ٣٦٢، والعبر ٥/ ٣٢٨، وتاريخ الإسلام (٦٨٠ هـ‍.) ص ٣٤٧،٣٤٨ رقم-

<<  <  ج: ص:  >  >>