للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[وفاة زينب بنت يوسف]]

٢٨٤ - وفي الرابع والعشرين من ربيع الآخر توفّيت زينب (١) بنت ضياء الدين يوسف بن عمر ابن خطيب بيت الآبار، بمصياف.

روت لنا عن الفخر الإربليّ.

[جمادى الأولى]

[[اشتداد خوف أهل الشام]]

واستهلّ جمادى الأولى والناس في رجفات وخوف ووجل وشدّة، وأرباب المناصب قد ضاقت صدورهم وتمنّوا الهرب، وأن يؤذن لهم في ذلك، والناس في خوف من عدم قدوم العساكر والسلطان، ومن لم يتحيّل أولا قام وتحيّل وباع ورهن، وقاسى الناس شدّة شديدة، ويقولون: أين العسكر؟ وما هذه أحوال من نيّته الحضور، وهؤلاء قد تركوا الشام، وإنّما يقاتلون عن ديار مصر، وما شابه ذلك (٢).

[خروج ابن تيميّة إلى مخيّم النائب]

وخرج الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة مستهلّ جمادى الأولى إلى المرج إلى المخيم، فاجتمع بنائب السلطنة وسكّنه وثبّته، وأقام عنده إلى بكرة الأحد ثالث الشهر، فودّعه، وساق على خيل البريد/٣٩ أ/إلى الجيش المصري، فما أدركهم إلاّ بعد دخولهم القاهرة (٣).

[[استمرار الخوف بالشام]]

وصلّى الناس الجمعة مستهلّ جمادى الأولى وعليهم كآبة وحزن يشبه يوم وصول الخبر بالكسرة في العام الماضي، والناس يتجّهزون إلى ديار مصر، وتزلزل من كانت نيّته الإقامة، ولم يبق ممّن يمكنه التحيّل في السفر إلاّ القليل من الناس، وبقي ضعفاء الناس ينتظرون قدوم التتار، مع أنه نودي في البلد عقيب صلاة الجمعة بتطييب القلوب، ولم يركن الناس إلى ذلك (٤).


(١) انظر عن (زينب) في: تاريخ الإسلام ٤٧٧ رقم ٧٨٣.
(٢) خبر اشتداد الخوف في: تاريخ الإسلام ١٠١.
(٣) خبر ابن تيمية في: العبر ٥/ ٤٠٩، وتاريخ الإسلام ١٠١، والبداية والنهاية ١٤/ ١٥، وعقد الجمان (٤) ١٣٠.
(٤) خبر استمرار الخوف في: تاريخ الإسلام ١٠١، ودول الإسلام ٢/ ٢٠٥، والبداية والنهاية ١٤/ ١٥،١٦، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>