للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البريد، والد الأخوين إبراهيم وعبد العزيز، ودفن بعد العصر بباب الفراديس.

وكان مباركا، مشكور السيرة، يقرض الفقراء ويحسن إليهم على قدر طاقته.

[[واقعة ابن العطار وابن النقيب]]

وفي/٩١ ب/شهر ذي القعدة جرى بين الشيخ علاء الدين ابن العطار، والشيخ شمس الدين ابن النقيب، ومن تبعه من الفقهاء واقعة، ملخّصها أنّ شمس الدين ومن معه تكلّموا في بعض الفتاوى الصادرة عن علاء الدين، وأنّ فيها مخالفة للمذهب، وفيها تخبيط، وأنه ينبغي للقضاة والفقهاء النظر في ذلك، وأقاموا في ذلك، وتردّدوا إلى الحكام. فحضر عند علاء الدين من خوّفه منهم وذكر له أنهم اجتمعوا بالقاضي المالكي، وأنهم يطلبونك إليه، وقد هيّئت عليك شهادات، فبادر هو إلى القاضي الحنفي وصوّرت عليه دعوى بحيث حكم بإسلامه وحقن دمه وبقائه على جهاته، ثم نفذ ذلك عند الحكام، واشتهر فعله هذا، فلامه أصحابه على عجلته في ذلك، فأحال الأمر على من حضر إليه وأخبره بما همّوا به ونصحه، فسئلوا عن ذلك، فأنكروا وقالوا إنّما تكلّمنا في بعض فتاويه حسب. فسكنت القضيّة وحصل له انكسار بما وقع.

ثم إنها وصلت إلى نائب السلطنة فأظهر الإنكار لذلك والغضب لوقوع الفتن بين الفقهاء، فأحضر ابن النقيب وبعض من قام معه، وتغيّب البعض، فرسم عليهم أربع ليال بالقصر، ثم أحضروا بدار العدل، وساعدهم الحاضرون وأنكروا القيام على علاء الدين بما يؤذيه فأطلقوا وحصل له جبر بذلك (١).

ذو الحجّة

[توجّه ابن تيميّة إلى جبل الجرديّين]

توجّه الشيخ تقيّ الدين بن تيميّة إلى الجبلية الجرديّين والكسروانيّين وصحبته الأمير قراقوش في مستهلّ ذي الحجّة.

ثم توجّه بعدهم إلى الجهة المذكورة الشريف زين الدين ابن عدنان في نصف ذي الحجّة (٢).

[وفاة تقيّ الدين أبي الخير البطائحي]

٦٨٩ - وفي يوم الثلاثاء خامس ذي الحجّة توفي الفقيه تقيّ الدين، أبو الخير، رجب بن أبي العلاء بن رجب البطائحيّ، ودفن عصر النهار بمقبرة باب الصغير.


(١) خبر واقعة ابن العطار في: البداية والنهاية ١٤/ ٣٤،٣٥.
(٢) خبر ابن تيمية في: البداية والنهاية ١٤/ ٣٥، وذيل مرآة الزمان ٥/ورقة ٧٩، وتاريخ طرابلس ٢/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>