للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رئيسا كاملا، صدرا، حسن التأتّي، كريم الأخلاق، مبسوط اليد/٨٨ ب/له وجاهة عند الملوك، وتقدّم في الدول، [و] ترسّل عن الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى دار الخلافة، وكانت منزلته كبيرة، وحرمته وافرة، وعنده فضيلة حسنة، وأقعد في آخر عمره، وانقطع عند ولده جمال الدين قاضي نابلس بها، وبيتهم مشهور بالحشمة والمكارم.

وكان والده شمس الدين سالم عند الملك الكامل بمكانة كبيرة. ولم يزل قضاء نابلس بأيديهم من مدّة متطاولة.

[وفاة سيف الدين المعروف بابن اسباسلاّر]

٧٣٣ - وفي شهر ربيع الآخر توفي سيف الدين، أبو بكر المعروف بابن اسباسلاّر (١)، ودفن بالقرافة.

وهو في عشر الستين.

وكان ولّي مصر مدّة سنين، وعنده فتوّة ومروءة، وتعصّب وكرم مفرط، ومحبّة للفقراء، وله في كرمه غرائب انفرد بها في زمانه، وحصل له سمن مفرط وقاسى منه شدّة، وأشار عليه الأطبّاء بعدم النوم، وأنه متى استغرق في النوم خيف عليه التلف، فبقي مدّة لا يضع جنبه إلى الأرض.

[جمادى الأولى]

[[خروج العسكر المصري إلى شيزر]]

وفي جمادى الأولى توجّه طائفة أخرى من الجيش المصري ولحقوا ببقيّة العسكر المنازلين لشيزر مصمّمين على حصرها، وقد تردّت الرسل بينهم وبين سنقر الأشقر في تسليمها (٢).

[جمادى الآخر]

[[خروج العساكر إلى حماه]]

وفي أوائل جمادى الآخرة وردت الأخبار بأنّ التتار-خذلهم الله تعالى-قد


(١) انظر عن (ابن اسبا سلاّر) في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ٨٦، وتالي كتاب وفيات الأعيان ٢١،٢٢ رقم ٣١، وتاريخ الإسلام (٦٧٩ هـ‍.) ص ٣٣٤،٣٣٥ رقم ٤٨٢، ونثر الجمان ٣/ورقة ١٤١، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٧٣، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٦٨٥، وعقد الجمان (٢) ٢٦١. ويقال: اسبا سلاّر، واسبهسلاّر، واسفهسلاّر، وهو لفظ فارسيّ معناه: قائد الجيش.
(٢) خبر خروج العسكر في: التحفة الملوكية ٩٤، وزبدة الفكرة ١٨٥، وذيل مرآة الزمان ٤/ ٤٤، ٤٥ (المخطوط) ٣/ورقة ٣٢٤، والفضل المأثور ٧٣، والعبر ٥/ ٣٢٣، وتاريخ الإسلام (٦٧٩ هـ‍.) ص ٤٩، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٤٧، ونثر الجمان ٣/ورقة ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>