للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصلت معه كتب بطلب قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة ليولّى عوضه بالديار المصرية، فشرع في التّهيء (١) في السفر امتثالا لأولي الأمر، فإنّ السلطان كتب إليه في ذلك، وذكر فيه أننا نختار قربه، وإنّ الآراء قد أجمعت على اختياره، وأن يعود إلى مكانه على ما كان عليه، وفيه إكرام له وتبجيل واحترام وافر.

وصلّي على الشيخ تقيّ الدين ابن دقيق العيد بجامع دمشق صلاة الغائب يوم الجمعة ثامن عشر الشهر. وكانت وفاته يوم الجمعة الذي قبل هذا حادي عشر صفر، وصلّي عليه يوم السبت تحت القلعة. وحضر نائب السلطنة والأمراء والناس، ودفن بالقرافة الصغرى.

وكان أجلّ من بقي من علماء المسلمين ديانة وعلما وتفنّنا ومكانة ورفعة ومنصبا، وعمّ مصابه جميع الفرق والطوائف. وكان من علماء الحديث، وباشر مشيخة دار الحديث الكاملية مدّة. وصنّف في الحديث وشرحه والكلام عليه.

وسمع من: ابن المقيّر، وابن الجمّيزي، وابن رواج، وفخر القضاة بن الجبّاب، وسبط السلفيّ. ورحل إلى دمشق، وسمع من ابن عبد الدائم، وجماعة.

ومولده يوم السبت الخامس والعشرين من شعبان سنة خمس وعشرين وستماية، بساحل مدينة الينبع من أرض الحجاز (٢).

[[سفر قاضي القضاة ابن جماعة]]

وسافر قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة صحبة البريد في بكرة السبت تاسع عشر صفر، وخرج نائب السلطنة بدمشق والقضاة والرؤساء والأكابر لتوديعه، وأظهر/ ٦٣ أ/جماعة التّأسّف عليه. واستمرّ نوّابه في مناصبه بدمشق بعد سفره (٣).

[وفاة أمّ محمد خاتون بنت عبد الله]

٤٦٦ - وفي ليلة الجمعة ثامن عشر صفر توفيت أمّ محمد، خاتون (٤) بنت


= على المعجم الشامل (صنعتنا) ٢/ ١٧٠ - ١٧٢، وذخائر التراث العربي الإسلامي لعبد الجبّار عبد الرحمن ١/ ١١٦، ودليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة ٢/فهرس الأعلام ٩٦١، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ١٦٤ رقم ١١٣٤، وانظر: مقدّمة إحكام الأحكام-القاهرة ١٣٧٢ هـ‍. /١٩٨٢ م، والنهج السديد ٣/ ٥٨٨، ومجلة النصاب، ورقة ٢٤ أ.
(١) الصواب: «التهيّوء».
(٢) انظر ترجمته المطوّلة في: الطالع السعيد.
(٣) خبر السفر في: البداية والنهاية ١٤/ ٢١.
(٤) انظر عن (خاتون) في: معجم شيوخ الذهبي ١٨٠،١٨١ رقم ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>