للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[القبض على الأمير رميثة]]

وأخبرنا بعض حجّاج الشام بأنّ أمير الركب المصري قبض على الأمير رميثة بن أبي نميّ أمير مكة يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجّة سنة ثمان (١) عشرة بعد انقضاء أيام التشريق، وحمل إلى مصر تحت الاحتياط. فلما وصل أكرمه السلطان، وأجرى عليه في كل شهر ألف درهم، فبقي كذلك مكرّما نحو أربع (٢) شهور، وهرب من القاهرة إلى الحجاز، وعلم السلطان بهزيمته في اليوم الثاني، فكتب إلى شيخ آل الحارث يقول له: هذا هرب على بلادك معتمدا عليك ولا أعرفه إلاّ منك. فركب شيخ آل الحارث الهجن السّبّق، وسار خلفه/٢٩٧ أ/مجدّا، فأدركه نائما تحت عقبه أيلة، فجلس عند رأسه وقال له: اجلس يا أسود الوجه. فانتبه رميثة وقال: صدقت والله لو لم أكن أسود الوجه ما تمّت هذه النومة المشؤومة (٣) حتى أدركتني. فقبض عليه وحمله إلى حضرة السلطان فألقاه في السجن وضيّق عليه، فقيل إنه وقع برمي الدم. وكان قبض عليه شيخ آل الحارث في جمادى الأولى سنة تسع عشرة (٤).

[صفر]

[عزل القاضي ابن العزّ الحنفي]

في مستهلّ صفر عزل القاضي شمس الدين ابن العزّ الحنفي نفسه عن مباشرة الحكم بدمشق، بسبب أنّ نائب السلطنة عاتبه على تعزير جنديّ، وأغلظ له في الكلام. ثم إنّ الصاحب شمس الدين استرضاه وباشر (في) (٥) الثالث عشر من الشهر المذكور.

[[التدريس بالمدرسة الناصرية بدمشق]]

وفي يوم الأربعاء الخامس من صفر ذكر الدرس بالمدرسة الناصرية بدمشق قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعي، وحضر عنده القضاة والعلماء والفقهاء عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشّريشي (٦).


(١) الصواب: «سنة ثماني».
(٢) الصواب: «أربعة شهور».
(٣) في الأصل: «المشومة».
(٤) خبر رميثة في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٣،٢٩٤، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٤، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٩٣،١٩٤.
(٥) تكرّرت في الأصل.
(٦) خبر المدرسة الناصرية في: البداية والنهاية ١٤/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>