للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان تاجرا مشهورا. وحضر جنازته جمع كثير.

[[وفاة نصير الدين الفاروقي]]

٨٤٢ - ومات ببغداد أيضا في هذه السنة من الفقهاء الشيخ نصير الدين، أبو بكر عبد الله بن عمر بن أبي الرضا الفاروثي (١).

وكان درّس بالمستنصرية (٢)، وغيرها من كبار المدارس، وقدم علينا دمشق المحروسة في رمضان سنة سبع وتسعين وستماية. وكان يعرف الفقه، والأصلين، والعربية، والأدب. وكان جيّد المناظرة.

و «فاروق»: قرية من قرى شيراز.

[إلزام أهل الذمّة بالعلام]

وفي هذه السنة حضر أمير إلى بغداد من جهة ملك التتار، وألزم أهل الذّمّة بالعلام، وأبلغهم مرسوم السلطان بذلك، وأن يكون الأمر على ما كان في زمن الخليفة، وبذلوا أموالا على أن يعفوا من ذلك، فلم يقبل منهم.

[[صاحب مازندران يشي بأهل جيلان]]

وفي هذه السنة وشى صاحب مازندران (٣) بأهل جيلان وهم جيرانه، وتكلّم فيهم،


(١) انظر عن (الفاروثي) في: ذيل العبر ٣٦ وفيه «الفاروقي»، وذيل تاريخ الإسلام ٦٠ رقم ١١٢، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٩٦، ومرآة الجنان ٤/ ٢٤٢، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير ٢/ ٩٤٩، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي ١٨٤، والدرر الكامنة ٢/ ٢٨١ رقم ٢١٩٠، وشذرات الذهب ٦/ ١٣،١٤، والعقد المذهب ٣٨٤ رقم ١٤٩٣.
(٢) في الأصل: «المنتصرية». وقد بدأ بناء «المستنصرية» ببغداد سنة ٦٢٥ وانتهى سنة ٦٣١ هـ‍. وهي على شاطئ دجلة، ورتّب فيها طبيب ماهر وبنيت له صفّة فاخرة مقابل المدرسة يجلس فيها فيقصده المرضى فيداويهم، وبني في حائط هذه الصفّة دائرة عجيبة الصنعة، وصوّر فيها صورة الفلك وجعل فيها طاقات صغار لها أبواب مذهبة كلّما سقطت بندقة انفتح باب من أبواب الطاقات وهو مذهب وصار مفضّضا، ومضت ساعة من الزمان، والبندقتان من شبه يقعا من فم بازين من ذهب في طاستين من ذهب، ويذهبان إلى مواضعهما، وتطلع شمس من ذهب في سماء زرقاء في ذلك الفلك مع طلوع الشمس وتدور مع دورانها وتغيب مع غيبوبتها، فإذا غابت الشمس وجاء الليل فهناك أقمار طالعة من ضوء خلفها كلما مضت ساعة تكامل الضوء في دائرة ذلك القمر، ثم بدأ في الدائرة الأخرى إلى انقضاء الليل وطلوع الشمس. عمل ذلك أخوان شابّان من أهل بعلبك، وأسكنا في حجرة إلى جانب هذه الصفّة، وأجيزا على ذلك ثمانين من الذهب وخلع وافرة. (تاريخ ابن الجزري -مخطوطة غوتا، رقم» A ١٥٦٠ حوادث سنة ٦٢٥ هـ‍.).
(٣) مازندران: بعد الزاي نون ساكنة، ودال مهملة، وراء، وآخره نون. اسم لولاية طبرستان. قال ياقوت: وما أظنّ هذا إلاّ اسما محدثا لها فإني لم أره مذكورا في كتب الأوائل. (معجم البلدان ٥/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>