للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رجلا جيّدا، مباركا، كثير الفضيلة والديانة والعفّة والنزاهة من خيار المسلمين.

[[الوعظ بجامع دمشق]]

وفي يوم السبت السادس عشر من شهر ربيع الأول جلس بجامع دمشق على المنبر الصدر، كمال الدين، محمد بن (١) شيخنا عزّ الدين محفوظ بن البزوري، البغدادي، التاجر ووعظ الناس وأجاد وأحسن، وفرح الناس، وتذاكروا مجالس أخيه الشيخ نجم الدين معتوق، ووصفوا حسنها، رحمه الله تعالى.

[وصول الأمير ابن مهنّا من القاهرة]

وفي يوم الأحد السابع عشر من شهر ربيع الأول وصل من القاهرة إلى دمشق الأمير محمد بن الأمير عيسى بن مهنّا من حضرة السلطان مكرما مبجّلا، منعما عليه، وتلقّاه نائب السلطنة وحضر إليه غير مرة، وهو رجل كبير القدر، فيه الخير والدين والعقل الوافر، وفرح الناس بحضور أمير العرب بين يدي السلطان وإقباله عليه ورجوعه سالما إلى قومه (٢).

وهو أخو الأمير مهنّا بن عيسى.

[[وفاة الفقيه شهاب الدين المراغي]]

٥٥٤ - وفي ليلة الخمس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه، الإمام، المقرئ، شهاب الدين، أحمد بن محمد بن إبراهيم المراغي (٣)، الرومي، ودفن بمقبرة الصوفية.

وكان إمام الحنفية بجامع دمشق، ومدرّسا بالمدرسة المعينية، وشيخا بالخانقاه الخاتونية ظاهر دمشق، وباشر غير ذلك من الجهات، وترك الجهات المذكورة لولديه في حياته، وكان باشر إمامة نائب السلطنة/٢٦١ ب/الأمير جمال الدين الأفرم مدّة، وتقدّم عنده، وكان يحبّه ويكرمه. وكانت فيه مروءة وافرة وإعانة للضعيف وقيام في الحق. وكان بنى على الشرف زاوية حسنة فيها أماكن نزهة ومواضع طيّبة، وكان الناس يقصدونه ويقيمون عنده فيلقاهم بانشراح وسعة صدر ومكارم أخلاق.

[وفاة فاطمة بنت عميرة الفرّاء]

٥٥٥ - وفي ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول توفيت الشيخة


(١) الصواب: «ابن».
(٢) خبر الأمير مهنّا في: السلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٣.
(٣) انظر عن (المراغي) في: البداية والنهاية ١٤/ ٨٤، والدرر الكامنة ١/ ٢٤٢ رقم ٦٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>