للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسطلاّني، وشرف الدين ابن أبي القاسم، وأقام مدّة بالقاهرة، وصاهر قاضي القضاة تقيّ الدين ابن رزين، وسمع بدمشق من أصحاب ابن طبرزد، وبمكة من الشيخ محبّ الدين الطبري في سنة سبع وستين وستماية. وكان قد حصّل جملة من مسموعاته، وحدّث بالبلاد، وله نظم وخطب بالمزّة نيابة.

وكان على طريقة حسنة، عزيز النفس، كثير العبادة، مجتهدا في الخيرات.

[ضرب عنق مدّعي النّبوّة]

٨٤٢ - وفي يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول ضربت بظاهر دمشق رقبة شخص ادّعى أنّه نبيّ وأصرّ على ذلك، وروجع فاستمرّ على الإصرار، وخوّف فلم ينفع فيه التخويف، وكان قبل ذلك مواظبا للجامع ويقرأ القرآن.

وقيل إنّه كان من غلمان الأمير التاجي، وإنّ اسمه كان أقجبا، ثم سمّي عبد الله، وهو روميّ أشقر، خفيف اللحية، أزرق العينين (١).

[خروج جيش من دمشق لمواجهة عرب مهنّا]

وفي الثالثة والعشرين من شهر ربيع الأول خرج من دمشق جيش إلى حلب أمراء ومقدّمون، ثم توجّه بعد ذلك بنحو عشرين يوما طائفة أخرى مقدّمهم الأمير سيف الدين كجكن وقصدوا إخراج عرب مهنّا من الشام، وغابوا عن دمشق أكثر من ثلاثة أشهر (٢).

[[وفاة أبي عبد الله المقداد المقدسي]]

٨٤٣ - وفي يوم الجمعة آخر جمعة من شهر ربيع الأول عدم بسفح قاسيون الشيخ الصالح، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن يوسف بن حسن المقداد (٣)، المقدسي، الصالحي، ووجدت حوائجه على حافة نهر يزيد، والظاهر أنه غرق ولم يوقف على أمره ولا ظهرت جثّته.

وكان رجلا مباركا يعمل صنعته في بيته.

ومولده في سنة اثنتين وخمسين وستماية.

وحضر على خطيب مردا وعمره سنة، وسمع من ابن عبد الدائم، وحدّث هو وأبوه.


(١) خبر ضرب العنق في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٢١، والبداية والنهاية ١٤/ ٩٦.
(٢) خبر خروج الجيش في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٢٧، والبداية والنهاية ١٤/ ٩٦، والسلوك ج ٢ ق ١/ ٢٠٨.
(٣) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>