للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير المؤمنين ليخطب بنفسه ويذكر في خطبته توليته الأمور للسلطان الملك الأشرف، فخرج بخلعة عظيمة، ودار وهو متقلّد سيف محلاّ (١)، فخطب بالخطبة التي خطب بها في الأيام الظاهرية وهي من فعل القاضي شرف الدين ابن المقدسي، لكنّه غيّر منها ما يليق باسم السلطان، فلما فرغ من الخطبة تقدّم قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، وصلّى الجمعة بالناس بذلك بجامع القلعة، واستمرّ قاضي القضاة بدر الدين يخطب به، واستناب عنه بجامع الأزهر صدر الدين ابن رزين.

وكانت خطبة الخليفة المذكور في الأيام الظاهرية يوم الجمعة حادي عشر محرّم سنة ثنتين وستماية، فيكون بين الخطبتين ثلاثون سنة وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما (٢).

[وفاة المسند عماد الدين ابن سلامة البزّاز]

٥٨٠ - وفي يوم السبت الخامس والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح المسند، عماد الدين، أبو عبد الله، محمد بن عثمان بن سلامة بن عبد الرحمن البزّاز الدمشقي، المعروف بابن الزاهد (٣)، ودفن بمقابر باب الصغير.

سمع من ابن صصرى، والبهاء عبد الرحمن المقدسي، وابن البنّ، وابن صبّاح.

ومولده سنة خمس عشرة وستماية بدمشق.

وكان رجلا جيّدا من أهل القرآن، يحضر السبع الكبير، وروى كتاب «الزهد» للإمام أحمد من البهاء عبد الرحمن المقدسي.

سمعنا منه، وهو الذي دلّنا على رفيقه في السماع الحاج محمد بن الموازيني.

[ذو القعدة]

[[وفاة نجم الدين محمد بن أسعد الحرستاني]]

٥٨١ - وفي ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة توفي الشيخ نجم الدين، محمد بن أسعد بن نصر الله بن عبد الكريم بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني (٤)، الأنصاري بالبيمارستان الصغير بدمشق، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع المعمور، ودفن بسفح قاسيون/،١٧٩ ب/بتربة أولاد الحرستاني.

وكان ساكنا بالمدرسة الأمينية،


(١) الصواب: «مجلّى».
(٢) خبر خطبة الخليفة في: تاريخ حوادث الزمان ١/ ٥٦،٥٧، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٣٤١، وتاريخ الإسلام (٦٩٠ هـ‍.) ص ٥٦ و ٥٧، وتذكرة النبيه ١/ ١٤١، ومنتخب الزمان ٢/ ٣٦٩.
(٣) انظر عن (ابن الزاهد) في: تاريخ الإسلام (٦٩٠ هـ‍.) ص ٤٣٦،٤٣٧ رقم ٦٦٧.
(٤) انظر عن (ابن الحرستاني) في: تاريخ الإسلام (٦٩٠ هـ‍.) ص ٤٣٤ رقم ٦٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>