(٢) نهاية الأرب ٣٢/ ١٩١. (٣) وقد ترجم له ابن حجر مطوّلا، فقال: ولد سنة ٦٣٨ وسمع من الحافظ المنذري، والرشيد العطار، وعبد الله بن علاّق، وغيرهم. وقرأ القرآن على الكمال الضرير، وغيره. وتفقّه على ابن عبد السلام، وولي وكالة بيت المال، ونظر الأحباس والحسبة، ودرّس بزاوية الشافعي بالجامع العتيق بعد ابن بنت الجمّيزي دهرا طويلا، فصارت تعرف بالخشابية واشتهرت به، ودرّس أيضا بالقرا سنقريّة والناصرية، وأفتى، وكان كبير المروءة والهمّة، كثير الفضيلة والدعابة والتظاهر بالهزل، حسن العبارة، كثير الكتب جدا، متّسع الحال. وكان الشجاعي يحبّه وينبسط معه كثيرا. قال أبو حيّان: دخل الشجاعي المرستان وأنا معه وابن الخشاب، وأنشد بعض المجانين وأشار إلى ابن الخشّاب: محتسب قصيّر يؤسّس ويسكر تارة من محمّض وتارة من معنبر قال: فقال الشجاعي. أنا قلت لهذا المجنون يقول لك هكذا. وكان الوزير فخر الدين عمر بن الخليلي يكرهه، حتى إذا كتب ورقة وأراد أن يكتب الحسبة يكتب «حسبنا الله» فقط، فإذا وقف عليها ابن الخشاب تأذّى، فعاتبه على ذلك يوما، فقال: يا مولانا مجد الدين حسبنا الله، فعدّ ذلك من لطافة الوزير، واستمرّ ابن الخشاب في الوكالة إلى أن مات. قال الكمال جعفر: قرأ على الكمال الضرير، وغيره، وسمع من أصحاب البوصيري، وتعلّق بخدمة بيليك الخزندار الظاهري فترقّت معه حاله، وولي أشياء بعنايته، وكان مشكورا في تدريسه وفتاويه، حضرت درسه مرّات وكان عنده الزين الكتناتي والوجيزي معيدين.