للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٩١ م، وأحمد بن يحيى بن علي الحضرمي المالكيّ (١). وكان بينه وبين الأمير نور الدين ابن الأمير علم الدين سنجر الحصني الصالحي صحبة ومودّة أكيدة (٢).

توفي سنة ٦٩٩ هـ‍. /١٢٩٩ م.

ذكره ابنه في «تاريخه» (٣) فقال: «وتوفي والدي الشيخ بهاء الدين، أبو الفضل، محمد بن يوسف بن محمد بن محمد البرزالي، الإشبيلي، ثم الدمشقي، في يوم الجمعة بعد الصلاة، العشرين من شوال، وصلّي عليه عصر النهار المذكور بالجامع المعمور، ودفن بمقبرة الباب الشرقي إلى جانب قبر والده، رحمهما الله تعالى.

وحضر جنازته جمع كبير، وصلّي عليه ثلاث مرات. وكان مرضه حمّى حادّة دمويّة بلغت به أربعة عشر يوما ومات.

روى عن السخاوي، وكريمة، وابن الصلاح، وعتيق السلماني، والمخلص بن هلال، ومرجّى الواسطي، وجماعة حضورا. وأجاز له جماعة من أصحاب ابن البطّي، وشهدة من بغداد. وأجاز له ابن المقيّر، وجماعة من أصحاب السلفي من ديار مصر. قرأت عليه كثيرا، ومما قرأت عليه الكتب الستّة، وحدّث بالحجاز، والشام، والديار المصرية، وكان من عدول دمشق. وكان مشكور السيرة، ملازما لوظيفته، معروفا بالصيانة والتّحرّي وحسن الكتابة. وكان محبّا لأهل الخير والصلاح، وتقدّم له اشتغال بالعلم. وقرأ القراءات السبعة على جدّه لأمّه الشيخ علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي».

ووصفه «قطب الدين اليونيني» (٤) بالشيخ الإمام، الحافظ، العدل، الرضيّ، المرتضى. وقال: إنه «كان من أحسن الناس وأكثرهم مروءة وديانة وصيانة، وكرم نفس، ومكارم أخلاق، وذكر، وتلاوة، وخدمة لجميع الناس بنفسه وماله وكتابته.

وقلمه طاهر لا يكاد ينقط في مكتوب فيه غيبة ولا منازعة. . . وكان له إجازات من بغداد، وديار بكر، ومصر، والشام، وكان مشكور السيرة في جماعته».

وذكر «اليونيني» أنه حضر مجلسه وسمع عليه في يوم السبت ثامن ذي القعدة سنة ٦٩٢ هـ‍. بجنينته بسفح قاسيون بالقرب من عقبة دمّر، وأورد له جملة أحاديث مسندة عن شيوخه (٥).

وقال «الذهبيّ» (٦) بعد أن ذكر جماعة من شيوخه إنّ والده توفّي شابّا، «وخلّفه


(١) المقتفي ١/ورقة ١٨٢ أ.
(٢) المقتفي ١/ورقة ١٦١ ب؛ رقم ٤٨٤.
(٣) المقتفي ٢/ورقة ٢٨ أ، رقم ١٨٤.
(٤) ذيل مرآة الزمان ٣/ورقة ٣٦٩.
(٥) ذيل مرآة الزمان ٣/ ٣٦٩ - ٣٧٤.
(٦) في تاريخ الإسلام ٥٢/ ٤٥٣،٤٥٤ رقم ٧٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>