للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسجد فلوس (١)، وسكن قريبا منه بميدان الحصى، وولّي مشيخة الحديث بمشهد عروة، فانتفع به الطلبة، وسمع منه نخبة من الأعلام ممّن نبغوا وخاضوا في مجال التأليف، ومنهم: جمال الدين بن الصابوني، صاحب كتاب «تكملة إكمال الإكمال» (٢)، ومجد الدين بن العديم، وجمال الدين ابن واصل صاحب «مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب» (٣)، وعمر بن يعقوب الإربلي، وأبو الفضل بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي بن الخلاّل، وآخرون.

وفي آخر عمره ذهب إلى حلب سنة ٦٣٦ هـ‍. /١٢٣٨ م. ونزل في دار الأمير عماد الدين، داود ابن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن محمد الهكاري (٤)، وأدركه أجله عند عودته وهو في حماه ليلة الرابع عشر من شهر رمضان من السنة المذكورة، ودفن بها (٥).

وقد وصف بأنه كان مطبوعا، ريّض الأخلاق، بشوشا، سهل الإعارة، كثير الاحتمال. وكان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة. وعمل له ابن حفيده «علم الدين» ترجمة طويلة، فيها: أنّ ابن الأنماطي (٦) استعار ثبت رحلته وادّعى أنه ضاع، فبكى الزكيّ وتحسّر عليه (٧).


(١) قال النعيمي: مسجد قبليّ الميدان على طريق حوران، يعرف بمسجد فلوس هو بناه وفيه قبره، وعلى بابه بئر، وأمّ به الحافظ زكيّ الدين البرزالي. (الدارس ٢/ ٢٧٧ رقم ٧١).
(٢) انظر ص ١٧٣ و ١٧٤ من طبعة عالم الكتب، بيروت ١٤٠٦ هـ‍. /١٩٨٦ م. وفيه إجازة البرزالي لابن الصابوني بشعر أبي الثناء محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحنوي، الطبيب، النحوي، المعروف بابن زقيقة. وفيه يقول محقق الكتاب د. مصطفى جواد إن البرزالي صاحب الترجمة هو والد المؤرّخ علم الدين البرزالي. وهذا غير صحيح، بل هو جد أبيه.
(٣) انظر مقدّمة تحقيقنا للجزء السادس والأخير منه-بيروت، المكتبة العصرية ٢٠٠٤.
(٤) المقتفي ٢/ورقة ٤٣ ب،٤٤ أ، رقم الترجمة ٣٠٤ في وفيات سنة ٧٠٠ هـ‍.
(٥) انظر: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي-بتحقيقنا-المجلد ٤٦ ص ٣٠٧، ٣٠٨ رقم ٤٣٩ وفيات ٦٣٦ هـ‍. وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وتجدر الإشارة إلى أنّ حسن بن إبراهيم بن محمد اليافعي-وهو غير اليافعي صاحب مرآة الجنان-يعتبر أن صاحب هذه الترجمة هو الذي ذيّل على تاريخ أبي شامة! فقال في كتابه «جامع التواريخ المصرية، مخطوط مصور بمعهد المخطوطات العربية، رقم ١٠١٦ تاريخ، ورقة ٧٨ أ»: «الحافظ الكبير زكيّ الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البرزالي مؤرّخ دمشق ذيّل على تاريخ الشيخ شهاب الدين أبي شامة، وقد ذيّلت أنا على تاريخه بعون الله وتوفيقه»!.
(٦) هو إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنماطي، المصري، الشافعيّ، الحافظ البارع، كان إماما ثقة، واسع الرواية، حصّل ما لم يحصّله غيره من الأجزاء والكتب، وله مجاميع مفيدة، وآثار كثيرة. توفي سنة ٦١٩ هـ‍. انظر عنه في: تاريخ الإسلام للذهبي-بتحقيقنا- (حوادث ووفيات ٦١١ - ٦٢٠ هـ‍.) ص ٤٤٢ - ٤٤٥ رقم ٥٩٩ وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته.
(٧) سير أعلام النبلاء، للذهبي-ج ٣٣/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>